[الكلام في أبي خالد]
  وقد قدح فيه الخصوم بأمرين:
  الأول: روايته لأحاديث الفضائل القاضية ببطلان مذهبهم في الإمامة والتفضيل، ولم ينفرد بروايتها، بل منها ماله فيه متابع، ومنها ماله فيه شاهد، فرموه بالكذب على عادتهم في تكذيب كل من روى مايخالف مذهبهم.
  الثاني: انفراده بالرواية لما رواه عن زيد بن علي، وقد بين عذره في ذلك فإنه قال: قُتِلَ أصحابي الذين سمعوا معي من زيد بن علي # يوم قتل، ومابقي منهم غيري. مع أن دعواهم لانفراده غير مسلمة فإن مجموع زيد بن علي # قد سمعه منه ولده الإمام الشهيد يحيى بن زيد @، وقد كان بعض العترة لا يقبل رواية غيرهم ولو من الشيعة، فقيل له: إنك تقبل رواية أبي خالد وليس منهم. فقال: لم أقبل روايته للمجموع عن زيد إلا بعد أن رواه يحيى بن زيد #. وقد جمع أبوخالد لزيد بن علي مجموعين لطيفين أحدهما في الأخبار، والآخر في الفقه. وقال: صحبت زيداً قبل قدومه الكوفة خمس سنين، أقيم عنده كل سنة أشهراً كلما حججت، ثم فارقته حتى قدم الكوفة وقتل، فما أحدث عنه حديثاً إلا وقد سمعته منه مرة أو مرتين، أو ثلاثاً و أكثر، ومارأيت هاشمياً قط مثل زيد ولا أفصح ولا أزهد ولا أعلم ولا أورع ولا أبلغ في قول، ولا أعلم باختلاف الناس، ولا أشد جدلا، ولا أقوم بحجة، ولذلك اخترت صحبته