باب أحاديث المياه
  وقال أبو داود: [سمعت قتيبة بن سعيد قال]: سألت قيم بئر بضاعة عمقها، فقال: أكثر ما يكون فيها الماء إلى العانة. قلت: فإذا نقص. قال: دون العورة. قال [أبو داود]: وقدرتها بردائي و ذرعته، فإذا عرضها ستة أذرع، وسألته هل غير من بنائها شيء؟ فقال: لا. ورأيت فيها ماء متغير اللون.
  قال الرافعي: كان ماؤها كنقاعة الحناء. قال ابن حجر: «هذا الوصف لماء هذه البئر لم أجد له أصلا». وقد جزم الشافعي بأن بئر بضاعة كانت لا تتغير بكثرة مايلقى فيها من النجاسات، لا لونا ولا طعما ولا ريحا، لكثرة مائها. قال [ابن حجر]: ولعل معتمد الرافعي ماروى ابن المنذر أن النبي ÷ توضأ من بئر كان ماؤها كنقاعة الحناء. قالوا: وإنما هذه الصفة في بئر ذروان التي سحر فيها النبي ÷.
  وبضاعة بضم الباء وكسرها، والأول: أشهر، قيل: هو اسم لصاحب البئر، وقيل: هو اسم لموضعها، وقد بصق ÷ فيها وتوضأ في دلو ورده فيها، وكان يأمر المرضى بالاستشفاء بمائها فيشفون، وهي في ديار بني ساعدة معروفة، وبها مال من أموال المدينة. وقد اختلف فيها فقيل: كانت جارية، وهو الذي ذكره الزمخشري. وكذا قال في أصول الأحكام، و الشفاء وغيرهما: إنها