الفلك الدوار في علوم الحديث والآثار،

صارم الدين إبراهيم الوزير (المتوفى: 914 هـ)

[معاناة الزيدية أيام الدولتين الأموية والعباسية]

صفحة 40 - الجزء 1

[معاناة الزيدية أيام الدولتين الأموية والعباسية]

  ولم يزل أمر أهل البيت في كل زمان ظاهراً، وسلطانهم الديني لسلطان عدوهم الدُّنيوي قاهراً، مع شدة وطأة خلفاء الدولتين الأموية والعباسية، وميل السواد الأعظم إليهم، من الخاص والعام، و استيلائهم على جميع ممالك الإسلام، ولقد حكى الذهبي قوة سلطان بني أمية حتى قال: اجتمعت الفتوح الإسلامية في أيام الوليد بن عبد الملك مائة ألف فارس، وافتتح بلاد الترك والأندلس، وجميع الأمة من تحت يده وأوامره، وبعض نوَّابه - وهو الحجاج الظالم - في رتبة أعظم سلطان يكون، وكان خراج الدنيا لا يكاد ينحصر كثرة، ولقد كان الخليفة من بني أمية لو يشاء أن يبعث بعوثه إلى أقصى الصين لفعل لكثرة الجيوش والأموال.

  قلت: وكذلك كان خلفاء بني العباس لا سيما القدماء منهم، كذا ذكره الذهبي، وكانوا جميعاً مجمعين على عداوة العترة وشيعتهم، وعلى المبالغة فيها حتى كان عليٌّ # يُلْعَن في أيام بني أمية في جميع بلاد الإسلام على المنابر بالعراقين، ومصر، واليمن، والمغرب، والجزيرة، والشام، وغيرها، ثمانين عاماً