الفلك الدوار في علوم الحديث والآثار،

صارم الدين إبراهيم الوزير (المتوفى: 914 هـ)

[أثر انتشار كتب الحديث]

صفحة 71 - الجزء 1

  اعتقاد فاسد، كما وقع ذلك لمن اشتغل بعلوم الفلاسفة من المتشرعين، ولمن اقتصر على أخذ الحديث من كتب فقهاء المحدثين، وقصرت همته عن كتب أهل البيت المطهرين.

  ولقد وَجَدْتُ ذلك من نفسي أيام قرائتي لكتب الحديث من كتبهم، مع شدة تمسكي بمذهب العترة $، فلولا تثبيت الله لي لقد كدت أركن إليهم شيئاً قليلاً، وأميل عن طريقة الشيعة التي هي أهدى سبيلاً، وهي الفطرة التي لا تجد لها من قلوب المؤمنين تحويلا، وقد كان بعض أئمتنا المتأخرين يكره لمن لا يثق من نفسه بالاستقامة أن يقرأ من الحديث مافيه ظواهر تحمله على اعتقاد الجبر والتشبه.

  قال الإمام المهدي علي بن محمد #: «ومن اقتعد في مساجد الزيدية يقرأ في كتب خصومهم، ويفري أديم أقوال العترة وعلومهم، منع من ذلك، وقمع إن سلك بعد في تلك المسالك».

  وحديث النبي ÷ واجب القبول والاتباع، وعلى كل مسلم أن يدين بلزوم الإسماع له والاستماع، وإنما كُرِه ذلك لمن لا يعرف القبيح من الحسن، ويخشى الوقوع في الفتن، التي أودعها كثير من النواصب والحشوية في أثناء الآثار والسنن، وخلطوها بالحق المبين، لترويج باطلها على الجاهلين، وليتوصلوا بها إلى التشكيك على غير العلماء الراسخين، وقد وقع ذلك لكثير من