[أثر انتشار كتب الحديث]
  أهل هذه الأزمنة المتأخرة، وأعرضوا عن تلك الكتب النافعة بالكلية، وفيها من الزيف والزَّغَل ما لا يخفى على صيارف الشيعة ونقادهم، فضعف بذلك أمرهم، وكثر الطعن عليهم من خصومهم حين رأوهم أخذوا من علومهم وكتبهم وأعرضوا عن المصنفات القديمة لأئمتهم وعن حديثهم.
[أثر انتشار كتب الحديث]
  ولما انتشرت كتب المحدثين في الأقطار، وطارت في جميع الأقطار كل مطار، وأقبل عليها الناس من جميع المذاهب، اشْتَغَل بقراءتها خلق كثير من أهل المذاهب، واعتمدوا عليها، وفيها حق شيب بباطل، كبعض أحاديث الفضائل، وشُهْد قد خلط بسُم قاتل، كالأحاديث التي ظاهرها التشبيه و الجبر، وقد حملها كثيرون على ظواهرها واعتقدوها فأقرها أهل الجمود على ظاهرها من دون تأويل، وقبلها أهل التحقيق والتوفيق مع التأويل، وكالأحاديث التي احتجوا بها في الإمامة لمن تقدم الوصي #، فإنهم احتجوا بها في القطعي وهي من الظواهر، وتركوا معارضها وهو النص المتلقي بالقبول أو المتواتر، حتى كاد ذلك يغرس في قلوب بعض من اعتمدها من أهل مذهبنا شجرات، يجتني من باطلها ثمرات، والأمر في ذلك كما قيل في المثل: «من يسمع يَخَلْ» وقل من اشتغل بعلم مخالف معاند، وشبه زائغ عن الحق حايد فسلم من