علماء الشيعة مع المطرفية
  هو العالم الكبير، والخضم الزاخر العظيم، كان بحراً من البحار، مطلعاً على العلوم، مستقيم الطريقة مع اعوجاج أهل زمانه بالتطريف فكان شجاً في حلوقهم، وكانت له الغلبة، فما زالت المطرفية تفتري عليه، وتقلل كثير مدحه (ويأبى الله إلا أن يتم نوره) إلى قوله: ولمحمد بن حميد هذا أرجوزة في ثلب المطرفية، فيها ذم رجال المطرفية وتكذيبهم في التقول عليه، وساق ابن أبي الرجال في مدحه والثناء عليه، وذكر ما لاقاه من المطرفية وأذيتهم له، وذكر فيها بعض أبياته في الأرجوزة منها:
  ومرجف يرجف في شبام ... يقول للأوباش والطغام
  ابن حميد عندنا إمامي
  ومنها:
  ومرجف يرجف في سوق مدر ... ما بين ذبيان وما بين مدر
  حجته مخلاته إذا افتخر
  ومنها:
  يا قوم إنا منهم براء ... هم واليهود عندنا سواء
  ثم قال ابن أبي الرجال: كان إنساناً كاملاً فاضلاً مطلعاً نبيهاً، آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر متكلماً على أعداء الله بالحجج النيرات، واستقر آخر أمده بمشرف حاشد على العبادة والنسك وكان يقال: لو صلح أحد للإمامة من غير أبناء فاطمة الزهراء صلح لها محمد بن حميد، وقد كان في بداية أمره مطرفياً، ثم رجع عن ذلك وحاربهم باللسان والقلم.
  ١٧ - ومنهم العلامة الفاضل ركن الدين وشيخ الشيعة الأكرمين أبو فراس بن دعثم واسمه: فاضل بن عباس بن علي بن محمد بن أبي القاسم بن أبي عمرو، ودعثم لقب لأبيه العباس، وهو يكنى (أبا فراس)، قال ابن أبي الرجال: