القاضب لشبه المنزهين للمطرفية من النواصب،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

خاتمة

صفحة 157 - الجزء 1

خاتمة

  وبعد تمام هذه الرسالة وقفت على رسالة مفيدة، اسمها (شفاء صدور المهتدين في الرد على زيغ المفتونين) تأليف السيد الفاضل العالم المبتلى عبد الله بن محمد بن عبد الله المفضلي الحملي، لطف الله بنا وبه في الدارين، وقد ضمنها كلاماً مفيداً، ورداً سديداً، فرأيت رعاية لحقه، وأمانة للنقل أن أنقل من تلك الرسالة بعض شذرات مفيدة:

  قال في أثنائها بعد المقدمة، وتمهيد للموضوع:

  ومن عجائب حماقات المفتونين، وما عشت أراك الدهر عجباً، ما يفقفق به بعض أقزام هذا العصر من النكير على الإمام الأعظم، والبحر الخضم، المنصور بالله عبد الله بن حمزة بن رسول الله #، في جهاده في سبيل الله وجلاده، وإفحامه لأفئدة المردة الطغام، وإعلائه لراية الإسلام، وإهلاكه للطائفة المرتدة الطبيعية المطرفية، حين بان كفرهم، ووضح إلحادهم وخروجهم عن الإسلام، مع تغريرهم وتلبيسهم على جهال المسلمين، فحنق هؤلاء على المنصور بالله # في قتل أوليائهم المضلين، وإبادة إخوانهم الغاوين، لأن حزب الضلالة واحد، يحنُّ بعضه على بعض، وكل إلى جنسه يطرب، فكان حنقهم عليه كحنق أسلافهم على أمير المؤمنين # في صرم المشركين، وخضد شوكة الظالمين.

  فأما المنصور بالله # فما حاله إلا كآبائه الطاهرين، إلتذاذٌ بالطاعة، واستيحاش من المعصية، وأمر بالمعروف ونهي وعن المنكر، حبب الله إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم، وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان. ثم أورد أبياتاً للإمام التي أولها: ولولا ثلاث هن من عيشة الفتى، إلى قوله بعد الأبيات: