القاضب لشبه المنزهين للمطرفية من النواصب،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

خاتمة

صفحة 158 - الجزء 1

  وأما المطرفية فكفرهم أوضح من الشمس في رابعة النهار، ومذهبهم في الحقيقة هو ترديد لأقوال الفلاسفة أهل التيه والضلالة، فكانوا لذلك جسماً غريباً في الأمة الإسلامية، وعبأ ثقيلاً على الملة المحمدية. ثم ذكر بعض عقائدهم الفاسدة، إلى أن قال: وقد كفى الله شرهم فمكَّن منهم وليَّه وابن نبيه فاصطلمهم واستأصل شافتهم، وقد وضحّ حاله معهم المؤرخ الشهير علي بن الحسن الخزرجي الزبيدي المولود نحو سنة (٧٤٠) هـ، قريباً من عصر المنصور بالله #، وكان الخزرجي من أولياء الدولة الرسولية وأتباعهم، خَدَمَهم وصنف لهم، فقال مترجماً للإمام المنصور بالله بأمانة المؤرخ وعدالة المنصف، ما نصه:

  الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة ثم ساق النسب، وقال:

  نسب ضخم، وشرف فخم، وإمام من أئمة الإسلام، وقطب من أقطاب السادة الكرام، وسيف من السيوف الماضية، وجبل من أجبال الدنيا الراسية، ضرب في العلوم بأوفر الأقسام، وفاز من الفضل بأعظم السهام، وله التصانيف العجيبة، الجمة الغريبة في عدة من فنون العلم، وله عدة رسائل في الرد على المخالفين ما ليس لأحد من آبائه الماضين، وسلفه الصالحين، وكان مختصاً بعلم الأدب، كثير الإحتجاج على غريبي الكتاب والسنة بأشعار العرب، حتى قيل: إن محفوظة من الشعر يزيد على مائة ألف بيت، وشرع في تفسير كتاب الله فلم يفرغ من سورة البقرة إلا في مجلد ضخم، واخترم دون إتمامه، وكان شاعراً فصيحاً، إلى قوله:

  وله ألفاظ حكيمة، وكلمات أديبة، تجري مجرى الأمثال السائرة، وتنتظم في تلك العلوم الفاخرة، ثم ذكر الخزرجي بعضاً من تلك الأقوال، إلى قوله:

  وكان دعوته في ذي القعدة سنة (٥٩٣) هـ، وبايعه السيدان الأميران شيخا آل الرسول ÷ يحيى ومحمد ابنا أحمد بن يحيى بن يحيى، وكافة علماء الزيدية في