مقدمة مكتبة أهل البيت $
  مصححة منقحة إن شاء الله تعالى؛ لأن هذا الكتاب جليل القدر في مجاله، يستحق العناية، ويحق لكل مسلم أن يقتنيه؛ لينهل من أدعيته، ويقوي بالله صلته.
  وقد أبلغ فيه مؤلفه # الوسع لاستخلاص الأدعية في أحوال الإنسان المختلفة، وقطع على نفسه أن لا يُضَمِّنَه إلا ما صح له رَفْعُه إلى رسول الله ÷، أو كان في حكم المرفوع، كما ذكر ذلك في مقدمته، وقد أتى من الأدعية النبوية بالكثير الطيب.
  ولا شك أن للدعاء أهمية كبيرة في حياة المسلم، فلا غنى للإنسان عنه في سائر أحواله، فهو سلاح المؤمن، وهو الرابط بينه وبين خالقه، وهو العلاقة الوثيقة والوصلة الأكيدة التي ينجو بها الإنسان في حياته من أهوال الحياة ومضلات الفتن، ومن شرور شياطين الجن والإنس، فكلما أَلَمَّ بك هَمٌّ أو غَمٌّ رجعتَ إلى الدعاء لله، وإن أصابك فقر أو فاقة لذت بالله، وإن أصابك خوف أو وجل اعتصمت بالله، وإن أصابك مرض أو عرض جأرت إلى الله، وإن أصابك خير حمدت الله، وإن أصابك سرور شكرت الله؛ فبالدعاء تحيا قريباً من الله.
  إن دخلت دارك ذكرت الله، وإن خرجت منها ذكرت الله، وإن حل عليك الليل ذكرت الله، وإن أضاء عليك النهار ذكرت الله، قبل أكلك وبعده، وقبل نومك وبعده، وقبل دخولك الحمام وبعده، وعند وضوئك وبعده، وفي جميع حالاتك تذكر الله؛ فما