وأما الجنة ختم الله لنا بها
  معاضدته ولا منفعته ولا خدمته كائناً من كان من آل رسول الله ÷ أو من غيرهم، كل ظالم ملعون، وكل معين لظالم ملعون.
  قلت: وهذا القدر يكفي ويغني عما وراءه، والأحاديث واسعة، وقد أحطنا بالطرفين؛ لأن استحقاق النار بالتفريط بحق الله تعالى، وقد أشرنا إليه بحديث القراء، ومن عداهم داخل تحته قطعاً من العصاة، وحق المخلوق وهو الظلم وما يشابهه وهو الحديث الآخر، فإنه إذا كان ما ذكر في المعين للظلمة فما بالك بالمباشر، وكل لاوٍ لحقٍ ظالم، حتى واضع الزكاة في غير موضعها ظالم، والله أعلم.
وأما الجنَّة ختم الله لنا بها
  ففي أمالي الإمام المرشد بالله # من حديث عبدالله قال: قال رسول الله ÷: «لو قيل لأهل النار: إنكم ماكثون في النار عدد كل حصاة في الدنيا لفرحوا بها، ولو قيل لأهل الجنَّة: إنكم ماكثون في الجنَّة عدد كل حصاة في الدنيا لحزنوا، ولكن جعل الله لهم الأبد».
  وفيه من حديث أبي مسعود الغفاري قال: قال رسول الله ÷ وقد أهل شهر رمضان: «إن الجنَّة لتزين لشهر رمضان من رأس الحول إلى رأس الحول، حتى إذا كان أول ليلة هبت ريح من تحت العرش فصفقت ورق شجر الجنَّة فنظر الحور العين إلى ذلك فقلن: يا ربّ اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجاً تقر