السفينة المنجية في مستخلص المرفوع من الأدعية،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

المقدمة الثانية: في بيان فضل الذكر والتنبيه على يسير من ذلك جملة لأنه سيأتي في أبوابه ما يتم به المراد

صفحة 47 - الجزء 1

المقدمة الثانية: في بيان فضل الذكر والتنبيه على يسير من ذلك جملة لأنه سيأتي في أبوابه ما يتم به المراد

  اعلم أن الدعاء شأنه عظيم كما قد أشرنا إليه، وهو قسمان: قسم بالقرآن الكريم، وقسم بأذكار خارجة عنه.

  فأما القرآن الكريم: ففضله غير محتاج إلى بيان ولا استظهار، وأجره مضاعف، وناهيك عن حال كتاب الله العزيز أنه إذا تلاه التالون مجرداً عن كل نية غير التعبُّد والاستملاح أعطي صاحبه بكل حرف عشر حسنات كما ثبت عنه ÷ في غيرمحل، أخرج معناه الترمذي، ويقال لقارئه: «اقرأ وارقه ورتِّل كما كنت ترتل فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها»، أخرجه أبو داود والنسائي والترمذي وحسَّنه.

  وكفى به كونه كلام الله، فإن الناس يعظمون كلام الملوك لكونه كلامهم، وهذا كلام ملك الملوك، روى في الأمالي من حديث علي # مرفوعاً: «فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله تعالى على خلقه»، وسيأتي في بابه ما يستفاد منه شيء من أدلة التفضيل.

  والقسم الثاني: الدعاء بسائر الكلام المأثور النبوي، ولا يعدل عنه إلا لمن لا يحسنه، ولا بأس لمن أمعن فيه وأتقن - التصرف لمطابقة الحادثة من دون ترك لما يمكن؛ ففي الألفاظ النبوية مهما