أبو عبدالله حميد بن أحمد المحلي
  وعن أبي سعيد يرفعه: «عليكم باليمن إذا هاجت الفتن، فإن قومه رحماء، وإنّ أرضه مباركة، وللعبادة فيه أجر عظيم».
  وذكر الأزرقي في أخبار مكة أن إبراهيم الخليل # استقبلَ الجهات الأربع في ندائِه، وأنه بدأ بجهة اليمن.
  وروى الإمام أبو الشيخ بإسناده عن ابن عمر يرفعه: «لا تسبّوا أهلَ اليمن فإنهم زين الحاجّ».
  قلتُ: هذه الأخبار وغيرها في فضل اليمن وأهله كقوله ÷: «الإيمانُ يمانٍ والحِكْمَةُ يمانيَّة» الخبر المعلوم وغيره - لا تفيد ثبوت ذلك المدح والثناء لعموم الأشخاص، بل المقصود بذلك أهل الإيمان المستقيمون على الحق القائمون بِنُصْرَةِ الدين مع أهل بيت النبوّة المطهَّرين، وهي من أعلام النبوة؛ حيث كانت النصرة لأهل البيت $ فيهم ما لم تكن في غيرهم، فهي كالأخبار في قوله ÷: «خير القرون قرني ...» الخ لا يفيد العموم، بل المقصود بذلك أهل الإيمان والاستقامة؛ إذْ كان في قرنه ÷ خَيْرُ الأخيار كالحمزة وأمير المؤمنين وجعفر وعمّار والمقداد وأبي ذر وسلمان وخزيمة وجابر وغيرهم من السابقين الأبرار، وفي ذلك القرن أشرّ الأشرار كأبي جهل وأبي لهب وأُبَيّ بن خلف في الجاهلية، وكابن أُبَيّ وغيره من المنافقين في الإسلام، فكما أنَّ في ذلك القرن خير الأخيار ففيه شرّ الأشرار، فكذلك في اليمن خيرهم خير الأخيار، وأشرهم شرّ الأشرار، كعلي بن الفضل وأمثاله إلى التاريخ، فلا يُستنكَر ما جرى من شرارهم وما يجري على أهل بيت النبوة والمتابعين لهم من