وفيه في ذكر المرتضى محمد بن الهادي
  البغض والشنآن مما لم يسبق إليه من الزور والبهتان، وقد أوضحتُ ذلك في غير هذا المقام، والله ولي التسديد والإنعام.
  قال: وفيه وفي أيامه - يعني المعتضد العباسي - ظهرت القرامطة، فخرج قوم من اليمن إلى جبل الرس بالمدينة فَقَدِمُوا بالإمام الهادي يحيى بن الحسين # سنة أربع وثمانين ومائتين.
  قلتُ: وهذه هي الخرجة الأخرى للإمام #.
  قال: فملك صنعاء وصعدة، وأقام بصعدة، وبعث عمَّاله إلى النواحي، ثم إن أبا العتاهية المذحجي استدعى الإمام الهادي إلى صنعاء فدخلها ودعا إلى نفسه فبايعه الناس، ووجّه عمَّاله إلى المخاليف، وكان بعض آل يعفر وآل طريف في سجن صنعاء.
  إلى قوله: وخرج الهادي من شبام ثم عاد إلى صنعاء في جيش عظيم، فدخل صنعاء.
  وفيه في ذكر المرتضى محمد بن الهادي إلى الحق @ ما لفظه: وكان وَرِعاً ناسكاً في العبادة والعلم، ولم يزل بصعدة إلى أن توفي سنة عشر وثلاثمائة، فقام بالأمر بعده أخوه الناصر أحمد، واستولى على كثير من البلاد ودخل عدن في ثمانين ألفاً فيهم أربعون ألف فارس، فدَان له كثير من البلاد إلى أن توفاه الله سنة اثنتين وعشرين.
  ... حتى قال: إلى سنة أربع وأربعين وثلاثمائة، وفي السنة التي بعدها وصل المختار بن الناصر أحمد بن الهادي إلى ريدة، فخرج من صنعاء مَنْ كان فيها من