عيون المختار من فنون الأشعار والآثار،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[من رسالة الإمام الهادي إلى الحق # إلى بني الحارث بن كعب]

صفحة 49 - الجزء 1

  التي فيها تتقلَّبون وفي جنباتها ترتعون.

  إلى قوله: وقد بلغنا ما أنتم عليه مما هو إن شاء الله سببٌ لهلاككم، وحلول النقم بكم، ولم تزالوا أهل غدر ومكر بأولياء الله، ومَنْ مكر بأولياء الله فإنما مكره على نفسه، وقد رام ذلك قبلكم من إخوانكم في دينكم فكان ذلك والحمد لله عليهم لا لهم {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ}⁣[فاطر: ٤٣].

  إلى قوله: ونحن أحقّ من تأدَّب بآداب الله واحتذى في قوله كلّه: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ الله لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ٥٨}⁣[الأنفال]، ولسنا ممن يستجيز غدراً، ولا يستحلّ خديعة ولا مكراً، ولا نقول غير ما نفعل، ولا ننطق إلا بما نعمل، فقد آذناكم بالحرب على سواء إن الله لا يحب الخائنين، فخذوا في أهبتكم، وتقدموا في شأنكم، وأحكموا أمركم، وأبلغوا إرادتكم في مهلة أمركم، ثم اقضوا إلي ولا تنظرون، فقد غَشِيَتْكم من أولياء الله وحزبه ما لا طاقة لكم به، ولا مفرّ لكم بحول الله عنه، وأظلكم بَأْسُهم وغضبهم لربهم، ماطرة لا يكن منها كنان، نقمة من الله نزلت بالظالمين، ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين.

  إلى قوله #: فقد نبذنا إليكم عهدكم، ونقضنا بما كان منكم أمانكم.

  إلى قوله #: والحمد لله ربِّ العالمين كثيراً كما هو أهله ومستحقّه ومنه، ونحن في زيادة منه وإحسان، ونعم ظاهرة وامتنان، واليمَن كلها إلا أقلّها لنا طاعة ومدد وأعوان، تُنْقَلُ إلينا أموالها، وتُجْمَعُ لخدمتنا ونصرتنا رجالُها وفرسانها، وذلك بمَنِّ الله وفضله وإحسانه إلينا وطَوْله، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ