[من رسالة الإمام الهادي إلى الحق # إلى بني الحارث بن كعب]
  ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ٢٢٧}[الشعراء]، بالله نصول وبه نجول وعليه نتوكل، وإليه نبرأ من الحول والقوة، ومن القدرة والسطوة، وهو حسبنا ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على سيدنا النبي محمد وآله وسلم. وكتب إليهم هذا الشعر:
  خذوا حذركم مني فإني مُسَيّر ... إليكم جنودَ الله واللهُ غالبُ
  يسير إلى الباغينَ حرب محمد ... عساكر تملا الأرض منها المقانبُ
  على شزَّب تعدو بكل سُمَيْدَعٍ ... بأيديهم البيض الرقاق القواضبُ(١)
  إلى آخر القصيدة وإنما آخذ لمعاً مما وقفت عليه.
  وكتب إليهم أيضاً:
  لا زاجر لذوي الضلالة والردى ... إلا السيوف غمادها في الهامِ
  قَرُبَ الوعيد وحان سفك دمائكم ... لخلاف متِّبِع القرآن إمامِ
  متوكّل ماضي العزيمة ضيغم ... صَلد الصفات معاود الأقدامِ
  مازال يصفح ثم يعفو آخذا ... بالفضل ذا حدب على الإسلام
  حتى إذا طال النكوث وأسرفوا ... في البغي إن البغي فعل لئام
  آذنتهم بالحرب إني واثق ... بالنصر من ذي العزِّ والإكرام
  فالآن جدّوا واجهدوا وتحرّزوا ... فأنا الموهِّن كيد كلّ عرامِ
(١) الشُزَّب كرُكَّع: الخيل المضمَّرة. والسَّمَيدع - بفتح السين والميم بعدها مثناة تحتية ومعجمة مفتوحة، كذا في القاموس وفي الهامش أنها مهملة وهو الصواب - هو: السيد الكريم الشريف السخيّ ... إلى آخر القصيدة.