[قصيدة الإمام الهادي # العينية]
  يموت الفتى منّا بكل مهنَّد ... وأسمر مسنون الشبا(١) وهو دارعُ
  فتلك منايانا وإنا لمعشر ... من الناس في الدنيا النجوم الطوالعُ
  أبونا أمير المؤمنين وجدُّنا ... رسول الذي منه تتم الصنايع
  نهضت فلم أعجز وقلت مواعظاً ... ذخاير علم إنْ وعاهن سامع(٢)
  بنيتُ لكم بيتاً من المجد سمكه ... دوين الثريا فخره متتابعُ
  بعثتُ كتابَ الله بعد هلاكه ... فليس بغير الحق يزمع زامعُ
  وحرَّمْتُ ما قد حرَّمَتْه نواطق ... من آي كتاب الله غرّ جوامع
  فطال بفعلي كلُّ آل محمد ... وكلُّ عزيز عندهم متواضعُ
  وشيعتُهم عالون في كل حُجَّةٍ ... وأمرهمُ في آل أحمد جامع
  وجوههم تزهو بنور فعالهم ... إذا فخروا طالوا على من ينازع
  لأنهمُ أحيوا كتاباً وسنة ... به شهدت عند الفخار الصوامع
  ومنها:
  ألم تعلموا أني أجود بمهجتي ... ومالي جميعاً دونكم وأدافعُ
  ولستُ وبيت الله أذخر عن أخ ... إذا نلت ما فيه الغنى والمنافعُ
  وإني لأحمي أن أبيت بغبطة ... بطينا وجاري مقتر وهو جائع(٣)
(١) الشبا: الحدّ.
(٢) صرف (مواعظ) في هذا البيت للضرورة؛ وهو جائز ووارد بكثرة.
(٣) صدر هذا البيت لحاتم الطائي إلا أنه: ببطنة. وعجزه: وحولي أكباد تحن إلى القدّ.
وأجل من هذا قوله ÷: «ما آمنَ بي من بَاتَ شبعاناً وجاره جائع».