عيون المختار من فنون الأشعار والآثار،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[قصيدة ولي آل محمد إبراهيم بن محمد التميمي]

صفحة 98 - الجزء 1

  لولا الإله تلافانا بدينهم ... لما فتينا عُكُوفاً نَعْبُدُ الصُّلُبا

  أقامَ جبريلُ في أبياتهم حِقَباً ... يتلو من الله في حافاتها الكتبا

  أنتم أناسٌ وجدنا اللهَ صيَّركم ... لنا إليه إذا لُذْنا به سببا

  لا يَصْلُحُ الدين والدنيا بغيركم ... ولا يقالُ لمن سامى بكم كَذَبا

  من عابكم حَسَداً عابَ الإله ومن ... عابَ الإلهَ فقد أودى وقد عطبا

  ومن يكن سلمكم يَسْلم بسلمكمُ ... ومن يحاربكم جهلاً فقد حربا⁣(⁣١)

  لم يفرض الله أجراً غير حبّكم ... لجدّكم خاتم الرسل الذي انتُجِبا

  حقّ الصلاة عليكمْ والدعاء لكمْ ... فرض على كل من صلى ومن خَطَبا

  تَشوَّف الملحدون النوك إذْ علموا ... أن الإمام علينا اليوم قد عتبا⁣(⁣٢)

  قلتُ: أراد بالإمام هنا المرتضى # حين عتب عليهم وتخلّى عن الأمر.

  قال:

  فقلتُ لا ترفعوا جهلاً رؤوسَكمُ ... فيأخذ السيفُ من هاتيك ما انتصبا

  إن الإمامَ وإن أبدى معاتبةً ... منه ليشبه فينا الوالد الحدبا

  كانت أمورٌ وكان الله بالغها ... ومحنة منه قد كانت لنا أَدَبا

  وقد تولى أمور الناس كلهم ... بعد الإمام فتمّ الأمر أو قربا


(١) حَرَبَه حَرَباً كطَلَبَه طَلَباً: سَلَبَهُ مالَه. تمت ق. وفي النهاية: الحَرَبُ بالتحريك: نَهْبُ مال الإنسان وتركه لا شيء له. تمت إملاء المؤلف #.

(٢) تشوَّف: أي رفعوا رؤوسهم. والنوك: الحمقى. والإمام هو: الإمام الناصر لدين الله أحمد بن الإمام الهادي إلى الحق $. تمت من المؤلف #.