عيون المختار من فنون الأشعار والآثار،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[قصيدة ولي آل محمد إبراهيم بن محمد التميمي]

صفحة 99 - الجزء 1

  صنو الإمام ومن سدّ الإمام به ... نهجَ الثغور ولمَّ الصدع فارتأبا⁣(⁣١)

  هذا أبو حسن والجود في قَرَنٍ ... أمسى بذي يَمَنٍ أمْناً لمن رهبا

  ساس الأمور وكانت قبل مهملة ... وقامَ فينا بدين الله محتسبا

  إذا تحجَّب أهلُ المال وامتنعوا ... لم تُلفِه خشيةَ الإملاق محتجبا

  صلبٌ له شِيَمٌ أقواله نَعَم ... أفعاله كرمٌ يرتاح إنْ طُلبا

  يعطي الجزيلَ ولا يرضى القليلَ ولا ... يجفو الخليل لذنب جدَّ أو لعبا

  لما بدا ابنُ رسول الله منصلتا ... يوم العروبة⁣(⁣٢) في خولان إذ ركبا

  تحفّه عُصَبٌ ضاقت بها عُصَبٌ ... من حولها عُصَبٌ تتلو بها عصبا

  رجال سعد بن سعد والربيعة إذْ ... أتوا إليه جميعاً جحفلاً لجبا⁣(⁣٣)

  كأنه اليمّ إذْ جاشت غواربه ... إذا تلاطم موجُ البحر وارتكبا

  أو كالعريض إذا التفَّت سحائبه ... وطبَّق الأرض والآفاق وانسكبا

  راق العيون وسرّ المسلمون به ... وساء من عاند الإسلام فاكتأبا

  على شفا جرف هار مواقفهم ... لا يستطيعون من إشعاعها هربا


(١) المراد بصنو الإمام: الإمام الناصر لدين الله أحمد بن الإمام الهادي إلى الحق $ وقد أيده الله تعالى بنصره واستفاض على اليمن، ودخل عدن أبين ومعه ثمانون ألفاً فيهم أربعون ألف قائس وألف وخمسمائة فارس، ودمَّر أعداءَ الدين وأبادَ المفسدين وأظهر معالم الدين، سلام الله عليه وعلى آله الطاهرين.

(٢) أي الجمعة.

(٣) أي القبيلتين اللتين كانا يتحاربان من خولان فأصلح الله بينهما بالإمام الهادي إلى الحق وأولاده $ بعد أن كادوا يتفانون كما أصلح الله سبحانه بين الأوس والخزرج برسول الله ÷.