القول السديد شرح منظومة هداية الرشيد،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

فصل

صفحة 123 - الجزء 1

  وعلى الجملة، إنه لم يصح عنه مثلما قد صح في أهل البيت $، من الروايات كلها.

  ومن الأدلة على إمامته قوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}⁣[المائدة ٥٥]، نزلت في علي بن أبي طالب حين زكَّى بخاتمه وهو راكع⁣(⁣١)، وهذا مثل حديث الغدير، واقتران ولايته بولاية الله ورسوله يؤكد أن المراد به: ملك التصرف.

  وفي هذه الآية حصر الولاية وقصرها عليه بعد الرسول، ففيها دلالة على امتناعها وعدم صحتها في غيره وإثباتها له.


= وَأَنْفُسَكُمْ}⁣[آل عمران ٦١]، التي لما نزلت دعا رسول الله ÷ عليًّا وفاطمة وحسناً وحسيناً، وقال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي»، وممن رواه من أهل البيت (ع) وشيعتهم (ض): الإمام زيد بن علي في: مجموع كتبه ورسائله: كتاب تثبيت الوصية [٢٠٨ - ٢٠٩]. والإمام الهادي في: مجموعه [٥٤]، والإمام المرشد بالله في: الأمالي الاثنينية [٥٠٤] رقم (٦٦٢) عن جابر عن أبي جعفر [الباقر #]، والإمام المنصور بالله في: الشافي [٢/ ٣٣٦]، والحاكم الجشمي في: تنبيه الغافلين [٤٤ - ٤٥]، والحاكم الحسكاني في: شواهد التنزيل [١/ ١٢٠]، والشهيد حميد في: الحدائق الوردية [٦٢]، وغيرهم.

وممن رواه من العامة: مسلم في: صحيحه [٤/ ١٨٧١] رقم [(٣٢ - ٢٤٠٤)]، والترمذي في: سننه [٥/ ٢٢٥] رقم (٢٩٩٩)، وأحمد في: مسنده [٣/ ١٦٠] رقم (١٦٠٨)، والحاكم في: المستدرك [٢/ ٦٤٩] رقم (٤١٥٧)، والبيهقي في: السنن الكبرى [٧/ ١٠١] رقم (١٣٣٩٢)، وغيرهم.

(١) هذه آية الولاية التي نزلت في أمير المؤمنين #، وقد روى ذلك الخاصة والعامة: فأما آل البيت (ع)، وشيعتهم (رض): فذلك معروف مشتهر بينهم، قال الإمام الحجة مجد الدين المؤيدي (ع) في التحف شرح الزلف ما لفظه: «أجمع آل الرسول ÷ على نزولها في الوصي #، قال الإمام الأعظم الهادي إلى الحق الأقوم $ في الأحكام في سياق الآية: فكان ذلك أمير المؤمنين دون جميع المسلمين. وقال الإمام أبو طالب $ في زيادات شرح الأصول: ومنها النقل المتواتر القاطع للعذر أن الآية نزلت في أمير المؤمنين #. وقال الإمام أحمد بن سليمان @: ولم يختلف الصحابة والتابعون أنه المراد بهذه الآية. وحكى الإمام المنصور بالله # إجماع أهل النقل على أن المراد بها الوصي. وحكى إجماع أهل البيت على ذلك الإمام الحسن بن بدر الدين، والأمير الحسين، والأمير صلاح بن الإمام إبراهيم بن تاج الدين، والإمام القاسم بن محمد $، وغيرهم كثير.

وممن رواه من العامة: الطبري في تفسيره: [١٠/ ٤٢٦] رقم (١٢٢١٣)، و (١٢٢١٤). وابن أبي حاتم في تفسيره: [٤/ ١١٦٢] رقم (٦٥٤٩)، و (٦٥٥١). والثعلبي في تفسيره: [٤/ ٨٠]. والبغوي في تفسيره: [٢/ ٦٣] رقم (٨٠٨). والزمخشري في تفسيره الكشاف: [١/ ٦٤٩]. والرازي في مفاتيح الغيب: [١٢/ ٣٨٣]. وابن كثير في تفسيره: [٣/ ١٢٦]، والطبراني في الأوسط: [٦/ ٢١٨] رقم (٦٢٣٢)، وفي الكبير: [١/ ٣٢٠] رقم (٩٥٥). وابن المغازلي في المناقب: [١/ ٣٧٧] رقم (٣٥٤)، و (٣٥٥)، و (٣٥٦)، و (٣٥٧)، و (٣٥٨). والخلعي في الفوائد: [٢/ ١٠] رقم (٦٣٨). وابن الأثير أبو السعادات في جامع الأصول: [٨/ ٦٦٤] رقم (٦٥١٥).