[الأدلة على عدم ثبوت الشفاعة لأهل الكبائر]
  وفي رواية مسلم عن أبي هريرة: «ثلاثة لا يكلمهم الله»، إلى قوله: «ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذاب، وعالم متكبر» انتهى من التخريج(١).
  فهذه الروايات مؤيدة للآيات المتقدمة الدالة على عدم الشفاعة للفساق لا قبل دخول النار، ولا بعده، ودالة على خلود الفساق أيضاً؛ لأنَّ في بعضها تصريح بلزوم الدخول مع الخلود مؤكداً مثل قوله: «خالداً مخلداً فيها أبداً»، وفي بعضها: «لم يرح رائحة الجنة» كنايةً عن عدم دخول الجنة.
  وكذلك لا يكلمهم الله، ولا ينظر إليهم كناية أيضاً عن عدم الدخول؛ لأنَّ الشفاعة إن قبلت لزم الدخول في الجنة لعدم دار ثالثة.
  وقوله في الروايات الأولى: «يا رب أصحابي أصحابي» ونحوها ثم قال: «سُحْقاً» يدل على أنه لم يدر أنهم غيَّروا وبدلوا فلما أُعلِم قال: «سُحْقاً».
  ويدل أيضاً على أن الشفاعة لا تقبل لهم.
  وقد عاتب الله النبي نوحاً في مخاطبته في ولده، ولم يغن هو والنبي لوط عليهما الصلاة والسلام عن زوجتيهما شيئاً، وقد ضربهما الله مثلاً لزوجات رسول الله ÷، وهددهن بالعذاب المضاعف قال الله تعالى: {يَا نِسَاء النَّبِيءِ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا}[الأحزاب: ٣٠].
  ولم يقبل الله استغفار إبراهيم ~ وآله لأبيه.
  وقال في نبيه محمد ÷: {إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَّغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ}[التوبة: ٨٠]، وقال: {لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً ٧٤ إِذاً لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً ٧٥}[الإسراء].
(١) تخريج الشافي للوالد العلامة الحسن بن الحسين الحوثي |.