[الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]
  الله عَلْقًا علقًا، وعَبَدَ اللَّهَ بين الرُّكْنِ والمقام، ثم يكون آخر ذلك أن يُذْبَحَ بين الركن والمقام مظلومًا لَمَا صَعَدَ إلى الله من عمله وزنُ ذرةٍ حتى يُظْهِرَ المحبةَ لأولياء الله، والعداوةَ لأعداء الله»(١).
  وقوله تعالى: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}[المائدة: ٢٧]، فدل الحديث والآية أن الطاعة لا تقبل مع المعصية، فكيف تكون الموازنة بينها وبين المعصية وهي غير مقبولة؟!
  وقوله: «لا صلاة إلا بزكاة»(٢) وهذه الأدلة الأخيرة تبطل أقوال من جعلها حقيقة مع ما قدمنا.
  فلم يبق إلا أن نؤوله بالعدل؛ لأنَّ الوزن في الدنيا غاية العدل، فكنى الله تعالى عن عدله بذلك، ويؤيده قوله تعالى: {وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ} فالحق هو الوزن، والوزن هو الحق.
  ولا يمكن أن يكون وزنا آخر لا يعرفه العباد؛ لأنَّ القصد بالوزن إظهار العدالة، ولا تظهر إلا بشيء يعرفه العباد، حتى يعرفوا أن الله لم يظلم أهل النار، وأنه لم يدخل الجنة إلا من يستحقها، ولا يكون ذلك إلا بشيء واضح بَيِّنٍ يعرفه الناس، هذا وقد مر إبطال الإرجاء بما لا مزيد عليه، وبما لا يبقى معه أدنى شك أو شبهة، فلا نحتاج إلى إعادة.
[الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]
  ٥٢ - والأمر بالواجب المعلوم مذهبنا ... والنهي عما نهانا الله نعتمد
  ٥٣ - وفي وجوبهما القرآن حجتنا ... إليه والمصطفى والآل نستند
  في هذين البيتين وجوب الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
(١) البساط للإمام الناصر الأطروش # (٢١).
(٢) رواه الإمام أبو طالب (ع) في الأمالي (٣٦٠) رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (٣/ ٧) وعبد الرزاق في مصنفه (٦/ ١٠٩) رقم (٧١٤٩).