[الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]
  أما الأدلة على وجوبه من الكتاب فقوله تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[آل عمران: ١٠٤]، {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ}[آل عمران: ١١٠].
  وقوله تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ ٧٨ كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ٧٩}[المائدة].
  وقوله تعالى: {وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُوا مَعْذِرَةٌ إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ١٦٤ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ١٦٥}[الأعراف].
  فقسّمهم ثلاثة أقسام:
  ١ - فرقة التي اعتدت في السبت.
  ٢ - وفرقة وعظتهم.
  ٣ - وفرقة لم تنه عن المنكر.
  فأنجى الله الناهين، وأخذ الذين ظلموا، فكأن الساكتين معهم؛ لأنَّه لم يذكر أنه أنجى إلا الناهين.
  وفي هذا دلالة على أن النهي باللسان يكفي؛ لأنَّه لم يذكر إلا أنهم وعظوهم، ولعلهم لم يتمكنوا فيكون مؤيدًا للآية التي ستأتي وهي: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ ...} الآية [الحج: ٤١].