القول السديد شرح منظومة هداية الرشيد،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

هداية الرشيد إلى معرفة العدل والتوحيد

صفحة 14 - الجزء 1

  ١٨ - لأنَّ قدرتَهُ ليست لخالقها ... فلا تُخَصُّ بِمقدورٍ وَتَنفردُ

  ١٩ - وكل من أدرك الأشيا وأوجدها ... فذاك حيٌّ بلا شكٍّ فيعتمدُ

  ٢٠ - وَلا يُحِيطُ بِهِ ظَرْفٌ وَلَيْسَ يُرَى ... فَالظَّرْفُ مَلْزُومُهُ الأعراضُ والجسدُ

  ٢١ - وكيف يَحتاجُهُ مَنْ كان أَوْجَدَهُ ... ولا لَهُ قبلَهُ ظَرْفٌ ومُقْتَعَدُ

  ٢٢ - ولا تَرَى العينُ إلاَّ ما يُقابلها ... مُكَيَّفَاً، فتعالَى الواحدُ الأحدُ

  ٢٣ - إذاً فلا بُدَّ من رَبٍّ يُكَيِّفُهُ ... وخالقٍ، فهو مخلوقٌ ومُضْطَهَدُ

  ٢٤ - أيضاً وليس له عضوُ وجارحةٌ ... وجهٌ وعينٌ ولا جنبٌ له ويدُ

  ٢٥ - لأن هذا هو التكييف وهو مع الـ ... حدوث والضعف لا ينفك يطرد

  ٢٦ - وكل ما أنزل الرحمن من كتب ... فَفِعلُهُ وحدوثُ الفعلِ يطَّرِدُ

  ٢٧ - ولا تَحلُّ بِهِ الأَعْراضُ أَجْمَعُهَا ... لأنَّ أشباحَهَا الأجسامُ والْجَسَدُ

  ٢٨ - فلا يلم به غمٌّ ولا ألَمٌ ... ولا سرورٌ، ولا ضُرٌّ، ولا نَكَدُ

  ٢٩ - فهو الغنيُّ، فما في فعله دَنَسٌ ... وكلُّ ظلمٍ وعيبٍ عنه مُبتعِدُ

  ٣٠ - منَزَّهٌ رَبُّنَا عن كل منقصةٍ ... فالمذنبون همو للشَّيْنِ قد قصدوا

  ٣١ - وكل مَنْقَصَةٍ منا ومَرْذَلَةٍ ... فالعبد إن حَدَثَتْ بالفعْلِ يَنْفَرِدُ

  ٣٢ - ولا يَشاها، ولا يَرضى بها أبداً ... كَيْف، وقد هَدَّدَ العاصِين إن عَمدُوا؟

  ٣٣ - وأنزل اللَّهُ في تَحْذِيرِنَا كُتباً ... الأمر فيها، وفيها النَّهْيُ والرَّشَدُ

  ٣٤ - لو كان يَرضى بفعل المجرمين فإ ... نَّ المجرمين لِمَا يَرضاه قد قَصَدوا

  ٣٥ - أو كان ما عمل الإنسان من عمل ... فالفعل ليس له والفاعل الصَّمَدُ

  ٣٦ - أو كان أجبرهم في كل ما عملوا ... وإن أساءوا وإن أخطوا وإن عَمَدُوا

  ٣٧ - لصار ما أنْزَلَ الرَّحمنُ مَهْزَلَةً ... والكافرون بما أوحاه ما عَنَدُوا

  ٣٨ - وأصبح الأنبياء بَعْثُهُمْ عبثاً ... والكفرُ بالله والإيمان يَتَّحِدُ

  ٣٩ - والأنبياء نُدين الله خالقَنا ... بأنَّ بَعْثَهُمو حقٌّ ونعتقدُ

  ٤٠ - والمعجزاتُ دليلٌ شاهدٌ لَهُمو ... فَهْي لنا سندٌ حَقًّا ومستندُ