القول السديد شرح منظومة هداية الرشيد،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

مقدمة

صفحة 23 - الجزء 1

  وهذا كذلك مما قد تواترت به الأخبار من روايات الشيعة، وأهل السنة، مع أنهم هم وأولادهم من أقرب القرابة، فهم داخلون بغير احتمال، وغيرهم محتمَل لولا تفسير النبي ÷ الذي حصر القرابة به.

  فإن قيل: فأولادهم غير داخلين.

  قيل له: حكم الآخِرين حكم الأولين في كل خطاب من الله تعالى ورسوله ÷ وإلاَّ فالآخِرون من كلِّ الأمة غير داخلين في الرسالة؛ لأنَّ خطاب المعدوم لا يصح.

  وإنما الحصر لإخراج باقي القرابات، مع أن المراد الأولاد الذين اقتفوا آثارهم، وأخذوا دينهم عنهم، والمقتدي بالمحقِّ محقٌّ سواءً دخلوا، أم خرجوا، وهذا ما نرومه من تبيين الحقِّ، وأهل الحق.

  ووجه دلالة الآية: أن الله تعالى يقول: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَآدُّونَ مَنْ حَآدَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}⁣[المجادلة: ٢٢]، وكذا قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ}⁣[الممتحنة: ١]، وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}⁣[المائدة: ٥١]، فلما أمر بمودتهم كان شهادة لهم بأنهم غير محادين لله ورسوله، وأنهم غير أعداء لله ولا للمؤمنين.

  وكذا آية المباهلة، فالأمة مجمعة على أنَّه لم يَدْعُ ÷ إلاَّ علياً، وفاطمةَ، والحسنين.

  وفي هذه الآية دلالات:

  منها: أنَّ الحسنين أولاد رسول الله ÷.

  ومنها: أنَّه أخرجهم يَتوسل بهم، ولا يُتَوَسَّل إلاَّ بالخِيرة.


= ومنبع الفوائد. محقق (ج ٧/ ص ٦) مجمع الزوائد ومنبع الفوائد. محقق (ج ٩/ ص ٩٤) مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (ج ٣/ص ٢١٠) مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (ج ١٧/ص ٤٩٦) لوامع الأنوار (١/ ١٢٦ - ١٢٧) ط ٢.