مقدمة
  {إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ٣ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ٣٤}[آل عمران].
  ولَمَّا حُرِّمَت الزكاة على بني هاشم أجمعت الأمة أنها حُرِّمَت على آل علي، وآل عقيل، وآل عباس، وآل جعفر، وأنَّ المراد بآل كل واحد من هؤلاء: ذريته.
  فإن قيل: إنَّ الآل قد يُستعمل في القرابة الأَدْنين.
  قيل له: الأصل استعماله في الذرية، وإنْ اسْتُعمل فيهم، وفي غيرهم فبقرينة، وهم أقرب القرابة وأدناها؛
  فقد دخلوا على كلِّ الاستعمالات، وحديثُ الكساءِ أخرج كلَّ مُحْتَمَلٍ.
  فإن قيل: فما وجه دلالة الآية؟!
  قيل له: المراد بإذهاب الرجس: إذهاب الضلال، أمَّا البول والبراز ونحوهما فهو موجود فيهم كغيرهم، ولأنَّ المقامَ مقامُ مدح فلم يبق إلاَّ الأول.
  فإن قيل: إنَّما دلت الآية على العصمة، لا على الحجية.
  قيل له: لَم تثبت العصمة في غيرهم، فهل يخطر ببالك وهل يتصور أن يكون الخطأ مع المعصومين، والصواب مع غيرهم.
  ولأنَّ مدحهم بهذا المدح مما يَدْعو إلى الاقتداء بهم، والاتِّباع لهم، وإذا كانوا يخطئون ففيه إغراء بالخطأ، والإغراء بالقبيح قبيح، وأقل أحوالهم أنهم ناجون، فالمقتدي بهم ناجٍ، فهو في سبيل النجاة والصواب، وهذا ما نرومه. وهذا هو الدليل الأول.
  الدليل الثاني: قول الله تعالى: {قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}[الشورى: ٢٣].
  وقد سُئل رسول الله ÷: من هم قرابتك الذين أُمرنا بمودتهم؟ فقال: «علي، وفاطمة، وابناهما»(١).
(١) أمالي المرشد بالله الشجرية (ج ١/ ص ٢٨٣) تفسير الحبري (ج ١/ ص ٢١٣)، مجمع الزوائد =