مقدمة
  وهذا الحديث من الأحاديث المتواترة، التي أجمع على روايتها الشيعة وأهل السنة، ففي هذا الحديث دلالة على أنَّ الْمُتَمَسِّكين بهم هم أهلُ الحق، من وجوه:
  منها: أنَّه حَكَمَ على المتمسكين بهم بعدم الضلال.
  ومنها: أنه قرنهم بالقرآن، وأخبر أنَّهم لا يفارقونه ولا يفارقهم، وهو كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه.
  ومنها: حديث السفينة: وهو قوله ÷: «أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى»(١)، وهذا نصٌّ صريح في أنَّهم أهل الحق.
  وقد روى هذا الحديثَ، واعترف به جميعُ طوائف الشيعة، سيما الزيدية، والإمامية، والكثيرُ من أهل السنة.
  وفي حديث الثقلين: دلالة على أنَّ المراد بأهل البيت في أهل الكساء ذرية رسول الله ÷، ولو أراد أولاد علي من فاطمة وغيرها؛ لاكتفى في دخول الكساء بفاطمة وعلي @، مع أن آية المباهلة، وأحاديث: أهل بيتي، وعترتي، تبين أنَّ المراد: ذرية رسول الله ÷، ولا ننكر فضلهم، فلهم الفضل العظيم، ولأولاد فاطمة & زيادةُ مزية، وقد كان علي # يفضل الحسنين على سائر أولاده، ويقول: إنَّهما ذرية رسول الله ÷.
(١) ممن روى حديث السفينة من أهل البيت (ع) وشيعتهم (ض): الإمام الرضا # في الصحيفة، والإمام القاسم بن إبراهيم # في مجموع كتبه ٢/ ٢٢١، والإمام الهادي إلى الحق # في الأحكام ١/ ٢٤، والإمام أبو طالب # في الأمالي ص ٢٠٠ رقم (١٣٧)، ومحمد بن سليمان الكوفي في المناقب ٢/ ١٤٦ رقم (٦٢٤)، والشهيد حميد في الحدائق ١/ ٦، وغيرهم.
وممن رواه من العامة: الطبراني في الكبير [٣/ ٤٥] رقم (٢٦٣٦)، وأحمد في الفضائل [٢/ ٧٨٥] رقم (١٤٠٢)، والحاكم في المستدرك [٢/ ٣٧٣] رقم (٣٣١٢)، وابن أبي شيبة في المصنف [٦/ ٣٧٠] رقم (٣٢١١٥)، والبزار في مسنده [٩/ ٣٤٣] رقم (٣٩٠٠)، وأبو نعيم في حلية الأولياء [٤/ ٣٠٦]، والكنجي في الكفاية (ص ٣٣٩)، وابن عدي في الكامل [٣/ ١٣٧)، وابن المغازلي في مناقبه [١/ ١٨٧] رقم (١٧٣)، والقندوزي في ينابيع المودة [٣٥]، والمحب الطبري في الذخائر [٢٠]، والدولابي في الكنى والأسماء [١/ ٢٣٢] رقم (٤١٩)، والآجري في الشريعة [٥/ ٢٢١٤] رقم (١٧٠٠)، وأبو الشيخ الأصبهاني في كتاب الأمثال في الحديث النبوي [١/ ٣٨٤] رقم (٣٣٣)، والرازي في مفاتيح الغيب [٢٧/ ٥٩٦] تفسير الشورى، وأبو الحسن الدارقطني في المؤتلف والمختلف [٢/ ١٠٤٦]، والخطيب البغدادي في المتفق والمفترق [١/ ٦٧٦] رقم (٣٩٢)، وغيرهم.