القول السديد شرح منظومة هداية الرشيد،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

مقدمة

صفحة 37 - الجزء 1

  إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}⁣[إبراهيم: ٧]، {هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلاَّ الإحْسَانُ}⁣[الرحمن: ٦٠]، وقال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الإنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كَرْهاً وَوَضَعَتْهُ كَرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً}⁣[الأحقاف: ١٥]، فلولا أن نعمة الوالدين هي العلة في وجوب شكرهم لم يكن لقوله: {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً ..} الخ، فائدة.

  وقال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الإنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنُ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ١٤ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً ١٥}⁣[لقمان]، بدأ بذكر نعمة الأم أولاً، ثم أمرنا بالشكر عليها، ولم يرخص لنا في ترك الشكر، وإن دعوانا إلى الكفر.

  وقال تعالى: {قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}⁣[الشورى: ٢٣]، فجعل مودة القربى جزاء نعمة النبي ÷.

  وقال النبي ÷: «أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي»⁣(⁣١) وهذا نص صريح، فجعل ما يغذونا به من النعم هو العلة في وجوب حب الله، وحب النبي وأهل بيته صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين وسلم.

  وقال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً}⁣[الإسراء: ٢٣]، إلى أن قال: {وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً}⁣[الإسراء: ٢٤]، فجعل تربيتهما هي العلة في التوصية بهما.

  وقال تعالى: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}⁣[التكاثر: ٨]، وأي فائدة في


(١) تيسير المطالب - (ج ١ / ص ٣٤٠) مناقب أمير المؤمنين (ع) للكوفي - (ج ٢ / ص ١٥٤) لوامع الأنوار - (ج ١ / ص ٤٩١) شعب الإيمان للبيهقي - (ج ٣ / ص ٤١٨) حلية الأولياء - (ج ٣ / ص ٢١١) فضائل الصحابة - (ج ٢ / ص ٩٨٦) العلل المتناهية - (ج ١ / ص ٢٦٧) بحر الفوائد المسمى بمعاني الأخيار للكلاباذي - (ج ١ / ص ٢).