[نفي الأعراض والمعاني]
  ١ - التناقض وهو أن تكون قديمة محدَثة؛ لأنَّا قد أوضحنا وبينا أنها محدَثة؛ لأنَّ لها ابتداء وانتهاء وهذا محال.
  ٢ - أن يكون لها ماله فتكون قادرة، عالمة، حية، آلهة إذ لا فرق بين قديم وقديم.
  ب - وإما أن تكون مسلوبة عنه في الأزل فلا يحتاجها فيما بعد، ولا بد من موجد يوجدها له، ولا يمكن أن يوجدها لنفسه لعدم الداعي الذي يدعوه إليها؛ لأنَّ الشهوة والمحبة منتفية عنه في الأزل، وكذا الإرادة؛ لأنها من جملتها، وليست الحكمة تدعو إلى هذا.
  أما الألم، والضرر، والكراهة فليس لها أي داعي لا حكمي، ولا حاجي.
  وأما المحبة واللذة فلأنها تزول، ويحصل ضدها والضد مكروه.
  ولأن القديم لمَّا لم يكن وجوده وصفاته بوجود موجد بل وجوده وحياته وسائر صفاته الذاتية من حقيقته، ومن شأنه؛ فلا يصح انفكاكه عنها لا في الماضي، ولا في الحال، ولا في المستقبل، وكذا الصفات السلبية؛ لأنَّ انتفاءها عنه في الأزل يثبت أن من شأنه ذلك، وكلما كان كذلك فلا يصح تغيره، وإلا لزم أن لا تكون صفة ذاتية ولهذا علمنا أنه لا يصح عليه العدم، ولا الجهل، ولا العجز، ولا المكان؛ لأنَّ وجوده وسائر الصفات الثابتة له الإيجابية والسلبية ليست بفعل فاعل حتى يمكن تخلفها عنه في وقت، وثبوتها له في وقت آخر.
  فثبوتها له تارةً، وانتفاؤها عنه تارةً أخرى تخصيصٌ بدون مخصص، فلا بد أن تنتفي عنه دائماً، أو تثبت له دائماً.
  وأما صفات الفعل كخالق، ورازق، ومحيي، ومميت، فليست من شأنه وحقيقته، بل متوقفة على الفعل؛ فإن فعل اتصف بها، وإن لم يفعل لم يتصف بها.
  ألا ترى أنه لا يتصف بظالم ولا كاذب، ولا خائن، ولا نحوها؛ لأنه لم يفعل، مع أنها ليست بصفة حقيقة بل نحوية اصطلاحية، وإنما تفيد إضافة الفعل إلى فاعله كإضافة المال إلى مالكه، والأبوة إلى الوالد، والعكس.