درر الفرائد في خطب المساجد،

عبد الله بن صلاح العجري (المتوفى: 1427 هـ)

خطبة في فضل الدعاء وأهميته نفع الله بها

صفحة 106 - الجزء 1

  فإن عليه أن يهيئ له أسبابه، وهي إعداد العدة والقوة كما يقول الله ø: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}⁣[الأنفال: ٦٠]، ثم يتوجه بالدعاء إلى الله بالنصر والظفر.

  وهكذا فالرجوع إلى الأسباب هو رجوع إلى الله؛ وقد ورد أحاديث في الحث على الدعاء من المؤمن لأخيه المؤمن بظهر الغيب، وهذه النظرة الإسلامية العظيمة تعكس صورة التعاون بين أفراد المجتمع الإسلامي، فإن كل فرد يشعر في قرارة نفسه أن الناس كلهم معه بشعورهم وعواطفهم، فإنهم إذا لم يستطيعوا إنقاذه مما حل به فإنهم يعيشون معه آلامه ومشاكله، يدعون الله تعالى لتخفيف آلامه ولتحقيق آماله وحل مشاكله.

  فليكن الدعاء هو الوسيلة التعبيرية عن الرصيد الداخلي لهذا الإنسان تجاه أخيه الإنسان، والأدعية تطهر النفوس من كل خبث وزيف.

  نسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعاً من الشاكرين الذاكرين، وأن يعيننا على أداء شكره وذكره وحسن عبادته إنه سميع مجيب، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله وسلم على محمد وآله، آمين رب العالمين.

  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ١١٠}⁣[الإسراء].