[في مكارم الأخلاق]
  أهداف بعثة الأنبياء $؛ لأنها أثقل ما يوضع في ميزان العبد كما جاء ذلك عن رسول الله ÷، وأصبح حسن الخلق سبباً من أسباب إذابة المعصية كما ورد في الأثر: «إن الخلق الحسن ليذيب الخطايا كما تذيب الشمس الجليد(١)، والخلق السيئ يفسد العمل كما يفسد الخل العسل»(٢)، فيصبح سوء الخلق بالعكس يكون مفسداً للعمل، ومن هنا يقول رسول الله ÷: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»(٣).
  ومن مكارم الأخلاق أن يعفو المرء عمن ظلمه، ويعطي من حرمه ومن قطعه، ويعود من لا يعوده، هكذا يطالبنا الإسلام.
  ويقول الإمام علي #: (الإيمان والعمل أخوان توأمان ورفيقان لا يفترقان، لا يقبل الله أحدهما إلا بصاحبه)، فهاتان الخصلتان أصبحتا أهم ما في هذه الحياة ففي الأثر: «أسرع الخير ثواباً البر، وأكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق، وإن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وإن أول أهل الجنة دخولاً هم أهل المعروف، وكل عملٍ خَيِّرٍ ونفع للناس لا يُقْصدُ من ورائه سوى رضا الله وتحقيق الإيمان الصادق هوا لمطلوب من كل فرد».
  الإسلام يعترف بالإنسان الذي يتجسد فيه قيمته الخلقية، ومبادئه السلوكية كلمة كلمة وحرفاً حرفاً.
  فالمقياس ليس هو معرفة الإسلام فقط، وإنما هو العمل مع المعرفة، وإذا كنا نريد إيجاد أجيال مؤمنة صادقة الإيمان، فلا بد أن نطبق في أنفسنا متطلبات الإيمان الصادق، ونحمل معنا كفاءة هذا العمل، يقول الإمام علي #: (من
(١) الجليد: ما ينزل بالليل مما يشبه الثلج.
(٢) تقدم تخريجه.
(٣) رواه الحسين بن الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد بن علي في كتابه آداب العلماء والمتعلمين وروى الإمام المرشد بالله في الأمالي الخميسية عن الإمام علي # «بعثت بمكارم الأخلاق ومحاسنها».