درر الفرائد في خطب المساجد،

عبد الله بن صلاح العجري (المتوفى: 1427 هـ)

[في مكارم الأخلاق]

صفحة 121 - الجزء 1

  نصب نفسه للناس إماماً فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه).

  فالمؤمن هو الذي يعرف بأعماله ومواقفه، المؤمن لا يحيف على من يبغض، ولا يتأثم فيمن يحب، ولا يضيع ما استودع، المؤمن في الصلاة متخشع وإلى الزكاة مسرع، في الزلازل وقور، وفي حالات الرخاء شكور، المؤمن لا يغلبه الشح عن معروف يريده، يخالط الناس ليعلم، ويناطقهم ليفهم.

  المؤمنون أناس يلتزمون بروابط الإسلام في علاقاتهم مع الله ومع أنفسهم ومع الناس، ينبذون القيم الجاهلية ويستبدلونها بقيم الإسلام، ولا يسمحون لأنفسهم بالهبوط إلى مستوى عبادة الراحة والتعالي وعبادة المادة والأهواء.

  نسأل الله أن يجعل خير أعمالنا أواخرها، وخير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم نلقاه إنه سميع مجيب، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين، آمين اللهم آمين.

  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ٦١}⁣[النحل].