درر الفرائد في خطب المساجد،

عبد الله بن صلاح العجري (المتوفى: 1427 هـ)

[اهتمام الإسلام بمكانة المرأة]

صفحة 122 - الجزء 1

[اهتمام الإسلام بمكانة المرأة]

  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم،

  الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي دلنا على معرفته بما أولانا من عجائب مصنوعاته، وألهمنا الانقياد لربوبيته بما ركب فينا من العقول التي جعلها من أقوى حججه وآياته، وعلمنا ما يحق علينا في تعظيمه وتقديسه من أسمائه وصفاته، نحمده حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه.

  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك الديان، المتفضل على خليقته بكل نعمة وإحسان.

  وأشهد أن سيدنا ومولانا محمداً عبده ورسوله، أرسله بالكتاب المبين، وأوجب طاعته على الخلق أجمعين، صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطاهرين.

  أما بعد،

  فيا عباد الله نتواصى بتقوى الله وطاعته، فاتقوا الله حق تقواه، وراقبوه مراقبة مَنْ يعلم أنه يراه، فتزودوا في هذه الدنيا بما تحصنون به أنفسكم غداً من العذاب الأليم، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، فاتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون، وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون.

  أيها المؤمنون، نتحدث هذا اليوم عن عظمة الإسلام، نتحدث عن عظمة هذا الدين الحنيف القيم، هذا الدين الذي أنقذنا الله به من كل هلكة، وأخرج به عباده من الظلمات إلى النور ولكنه وكما يقال: «إنما يعرف الشيء بضده»، فقد لا تعرف عظمة هذا الدين العظيم إلا بمعرفة ما كان الناس عليه في الجاهلية، وقد لا يعرف الحق إلا عند حصول الباطل، وقد لا تُعرف نعمةُ العافية إلا عند حدوث الأسقام.

  ولذلك فسنبدأ بذكر قضية واحدة من مظاهر الحياة الجاهلية السيئة عند العرب قبل انتشار الإسلام وظهوره؛ لأننا سنتعرف من خلالها على عدل الإسلام وكماله وفضله، فلنذكر ما كانت عليه المرأة عند العرب وغيرهم من