[في السؤال عن النعيم يوم الحساب]
  وجهول، ويذهل لشدته وكرباته أولو الألباب والعقول، وأجارنا وإياكم من ذلك وما بعده، {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ٣٠}[ق].
  ونسأله الفوز بالرضا والرضوان، يوم يخسر العاصي صفقته، حينما لا تجد نفسه ما كان في الدنيا يمنيها، يوم يندم الظالمون ندامة لا يمكن تلافيها، ويربح المؤمنون وينالون السعادة بكل معانيها، لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة ببشارة تكامل صافيها، ويدخلونهم الجنة فإن لهم فيها ما يشاءون ولديه مزيد.
  فاهتموا بما تسعدون به وتنجون به من شدائد الكرب، وانظروا كيف تفنى لذات المعاصي بينما يبقى العار والذنب، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ٣٧}[ق].
  أكرمنا الله وإياكم بلباس التقوى، ووفقنا وإياكم لطريق الهدى، ورزقنا وإياكم نفوساً قانعة بعطائه، راضية بقضائه، صابرة على بلائه، موقنة بلقائه، وشاكرة لنعمائه، محبة لأوليائه، ومبغضه لأعدائه، ونسأله أن يجعلنا وإياكم ووالدينا من أسعد الناس بلقائه، وحشرنا جميعاً في زمرة خاتم أنبيائه وسيد المرسلين محمد صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطاهرين، آمين اللهم آمين.
  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا ١٠٧ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا ١٠٨ قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ١٠٩ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ١١٠}[الكهف].
  وحشرنا وإياكم في زمرة سيد رسله وخاتم أنبئائه صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأوليائه وأصفيائه إنه سميع مجيب، آمين اللهم آمين.