خطبة في ذكر ليلة القدر
  كما أنه يريد أن نلازم الأدعية التي تقربنا إلى الجنة وتباعدنا عن النار ويصرف عنا الشياطين فقد كان رسول اللّه ÷، يخطب في أول ليلة من شهر رمضان، فيقول: «أيها الناس، أبشروا فإن اللّه قد كفاكم عدوكم من الجن والشياطين، ووعدكم الإجابة، فقال: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} فما منكم من أحد يدعو دعوة إلا استجيب له مالم يدعو بإثم، أو قطيعة رحم، أو يستعجل فيقول: دعوت فلم أُجَب»(١).
  فعلينا - أيها المؤمنون - أن نغتنم هذه الفرص العظيمة، وأن نتلقى نفحات الله المباركة ونعمه الجسيمة بالقبول، فنؤدي فرائض الله تعالى من إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والإحسان إلى الضعفاء والأيتام.
  يريد منا ø أن نقدّر رسول الله ÷ حق قدره ونعظِّمه، وأن نؤدي ولو بعض الحق الذي له علينا فيريد منا الإكثار من الصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله؛ لأنها تثقل ميزان العبد يوم القيامة كما جاء ذلك في الأثر عن سيد الخلق ÷.
  أيها المؤمنون، إذا لم نتقرب إلى الله تعالى بأنواع القرب في هذه الأيام والليالي فمتى سنتقرب؟ إذا لم نتعرض لنفحات رحمة الله ø فمتى سنتعرض؟ فلنتعرض لرحمته ولنسارع إلى عفوه ومغفرته؛ لنكون في آخر شهرنا هذا من عتقائه وطلقائه ونقذائه من النار.
  جعلنا الله وإياكم ممن شملتهم الرحمة، وعمتهم المغفرة، وفازوا بالرضى والرضوان من الله الكريم المنان، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.
  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {سَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ١٣٣}.
(١) رواه الإمام أبو طالب في أماليه عن الإمام علي #.