[خطبة في شهر القعدة فيها نصائح عظيمة وترغيب في الحج]
  السوء، والصدقة الخفية تطفئ غضب الله ø، وصلة الأرحام زيادة في الأعمار، وكل معروف صدقة، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة، وأول من يدخل الجنة أهل المعروف»(١).
  وعن النبي ÷ أنه قال ما معناه: «من نقله الله من ذل المعاصي إلى عز الطاعة أغناه بلا مال، وأعزه بلا عشيرة، وآنسه بلا أنيس، ومن خاف من الله أخاف الله منه كل شيء، ومن لم يخف من الله أخافه الله من كل شيء، ومن رضي من الله باليسير من الرزق رضي الله منه باليسير من العمل، ومن لم يستحي من طلب الحلال من المعيشة خفت مؤنته ورخى باله ونَعُم عياله، ومن زهد في الدنيا أثبت الله الحكمة في قلبه وأنطق بها لسانه، وبصره عيوب الدنيا داءها ودواءها وأخرجه من الدنيا سالماً إلى دار القرار»(٢).
  فاتقوا الله عباد الله واعملوا بهذه النصائح النبوية العظيمة تسعدوا في الدنيا وفي الآخرة، واعلموا وأنتم تعلمون أن الله تعالى ما خلقكم إلا لعبادته، لم يخلقكم عبثاً، ولم يتركم سداً، وأن لكم معاداً يجمعكم الله فيه للفصل والحكم
(١) روى الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى في البحر الزخار عن النبي ÷: «صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ»، وروى الإمام زيد # في المجموع الفقهي والحديثي عن الإمام علي # «إن صدقة السر تطفئ غضب الرب تعالى، وإن الصدقة لتطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار» وروى عن آبائه، عن علي $، قال: «برالوالدين، وصلة الرحم، واصطناع المعروف زيادة في الرزق، وعمارة في الديار، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة» وروى الإمام الموفق بالله في كتاب الإعتبار وسلوة العارفين عن جعفر بن محمد #: «المعروف يقي مصارع السوء، وكل معروف صدقة، وأهل المعروف في الدينا أهل المعروف في الآخرة، وأول الناس دخولاً إلى الجنة أهل المعروف، وأول الناس دخولاً إلى النار أهل المنكر، وصدقة السر تطفي غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر».
(٢) ذكره الإمام الحجة في كتابه لوامع الأنوار في سياق ذكر السند إلى الاعتبار عن علي #، وذكره المهلا في مطمح الآمال.