درر الفرائد في خطب المساجد،

عبد الله بن صلاح العجري (المتوفى: 1427 هـ)

خطبة في توضيح منافع الحج وفوائده

صفحة 207 - الجزء 1

خطبة في توضيح منافع الحج وفوائده

  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

  الحمد لله الذي تفرّد في أزليته بعزيز كبريائه، وتوحّد في صمديته بدوام بقائه، ونوّر بمعرفته قلوب أوليائه، أحمده على جزيل نعمائه، وأشكره على جليل آلائه، وأستجير به من بُعده وإقصائه.

  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ضمن الحسنى لأوليائه يوم لقائه.

  وأشهد أن سيدنا ومولانا محمداً عبده ورسوله وخاتم أنبيائه وسيد أصفيائه، المخصوص بالمقام المحمود في اليوم المشهود، صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطاهرين.

  عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله وطاعته، فكم حثنا الله تعالى على التقوى في الكتاب المبين فقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ١١٩}⁣[التوبة]، وقال ø: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ١٨}⁣[الحشر].

  وقال رسول الله ÷: «من أحب أن يكون أكرم الناس على الله، فليتق الله»⁣(⁣١).

  فاتقوا الله عباد الله وشمروا في طاعة الله، وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم ترحمون.

  وقال أمير المؤمنين #: «وَلَوْ أَنَّ النَّاسَ حِينَ تَنْزِلُ بِهِمُ النِّقَمُ وَتَزُولُ عَنْهُمُ النِّعَمُ فَزِعُوا إِلَى رَبِّهِمْ بِصِدْقٍ مِنْ نِيَّاتِهِمْ وَوَلَهٍ مِنْ قُلُوبِهِمْ لَرَدَّ عَلَيْهِمْ كُلَّ شَارِدٍ وَأَصْلَحَ لَهُمْ كُلَّ فَاسِدٍ»

  أيها المؤمنون، إن الله اختار من أرضه مكة المكرمة لتكون أولاً منطلقاً


(١) رواه الإمام أبو طالب في أماليه عن ابن عباس.