درر الفرائد في خطب المساجد،

عبد الله بن صلاح العجري (المتوفى: 1427 هـ)

في فضل عشر ذي الحجة وفضل بيت الله الحرام

صفحة 216 - الجزء 1

  وفي رواية: «ما من أيام أعظم عند الله، ولا أحب إليه العمل فيهن من أيام العشر، فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل»⁣(⁣١).

  قال: وكان سعيد بن جبير إذا دخلت أيام العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما يكاد يقدر عليه، وقال في زاد المعاد⁣(⁣٢): كان صلحاء الصحابة والتابعين إذا دخل هذا الشهر اهتموا اهتماماً عظيماً، ولا غرو فهم يتأسون بالحبيب المصطفى ÷ فقد كان يحيي هذه الأيام، وكان يصومها ويوقظ أهله فيها للصيام، فمن قدر منكم أن يصوم هذه التسعة الأيام فليفعل، فلنا برسول الله الأسوة الحسنة

  وإذا استطعتم أن تصوموا نهارها وتقوموا ليلها فافعلوا؛ لتنالوا رضوان الله ø.

  وأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، وهي: «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر» ففيها أجر عظيم وثواب كبير.

  ونسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من الشاكرين الذاكرين، ونسأله جل وعلا أن يهدينا في هذه الأيام سبيل الهدى، وأن يرزقنا فيها التقى والعفة والغنى، والعمل بما يحب ويرضى، وأن يشركنا في دعاء عباده الصالحين، آمين رب العالمين.

  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ١٤٢}⁣[الأعراف].


(١) المصدر السابق.

(٢) زاد المعاد في هدي خير العباد لمحمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية (ت ٧٥١ هـ).