درر الفرائد في خطب المساجد،

عبد الله بن صلاح العجري (المتوفى: 1427 هـ)

رسالة إلى شيعة محمد وآله

صفحة 282 - الجزء 1

  أيها الآباء الكرام، أيها الإخوة الزملاء، أيها الحاضرون جميعاً، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

  فإنه لا شيء مما يقال عنه إنه خدمة للبشرية أو إنه يعود بخير عاجل أو آجل، لا شيء يماثل نشر فضائل أهل البيت المطهرين $، مع تعليم الناس بما لآل النبي من الحقوق على العالمين، وحثهم على طاعتهم ومودتهم، والاقتداء بهم كما أمر بذلك ملك الدنيا والدين، فأهل البيت هم صراط الله المستقيم الذي ندبنا الله إلى اتباعه حيث يقول: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}⁣[الأنعام: ١٥٣]، وهم باب الله الذي لا يؤتى إلا منه، وهم مثل الكهف لأصحاب الكهف، ومثل السفينة لقوم نوح، ومثل باب حطة لبني إسرائيل، وهم الحرز المكين والحصن الحصين لأمة محمد ÷، ويقول رسول الله ÷ ما معناه فيما روي عنه: «افترقت أمة أخي موسى إلى إحدى وسبعين فرقة، كلها هالكة إلا فرقة، وافترقت أمة أخي عيسى إلى اثنتين وسبعين فرقة، كلها هالكة إلا فرقة، وستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة، كلها هالكة إلا فرقة واحدة»⁣(⁣١).

  فلما سُمِعَ ذلك منه ضاق به المسلمون ذرعاً وضجوا بالبكاء وأقبلوا عليه قالوا: يا رسول الله، كيف لنا بعدك بطريق النجاة، وكيف لنا بمعرفة الفرقة الناجية حتى نعتمد عليها؟ فقال ÷: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً:


(١) رواه الفقيه العزي محمد بن يحيى مداعس في الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين ثم قال: قال الإمام يحيى #: وتلقته الأمة بالقبول، ذكره عنه الإمام المهدي #، قال: وجدير بمن قرع سمعه هذا الحديث أن يفزع رعباً وخوفاً، ويتضرع إلى الله سبحانه أن يوفقه لمعرفة الفرقة الناجية ومتابعتها، وذكره الإمام الحجة مجدالدين المؤيدي رحمة الله تغشاه في كتابه التحف شرح الزلف بلفظ: قال الرسول ÷: «افترقت أمة أخي موسى إلى إحدى وسبعين فرقة منها فرقة ناجية والباقون في النار، وافترقت أمة أخي عيسى إلى اثنتين وسبعين فرقة، منها فرقة ناجية والباقون في النار، وستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة، منها فرقة ناجية والباقون في النار» ثم قال: وهذا الخبر متلقى بالقبول، فكلام من شكك فيه غير مقبول.