خطبة فيها ضرورة الإيمان بالمعاد وأنه السبيل لالتزام الإنسان بمنهج الله
  تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً ١١}[الغاشية] «فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر».
  ويعاقب الله فيه العصاة المجرمين بما أعده من أليم عقابه في نار الله الموقدة {الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ ٧ إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ ٨ فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ ٩}[الهمزة]، في نار تلظى، حرها لا يطفى، وجديدها لا يبلى، وعطشانها لا يروى، ومسلوبها لا يكتسى، نار أسيرها لا يفادى، وجريحها لا يداوى، ومريضها لا يعافى.
  {يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ٥٥}[العنكبوت]، {فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ ١٩ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ ٢٠ وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ ٢١ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ٢٢}[الحج].
  فهذه العقيدة إذا تمكنت في النفوس هي التي توجه الإنسان نحو الخير، هذه العقيدة التي قد أكدتها جميع الشرائع، والتي تقتضيها حكمة الله ø ولا تحيلها العقول، والتي قد تناولها القرآن في الكثير من الآيات البينات بمختلف الأساليب التي تدحض جميع الشكوك حولها، بل تضعها بين أيدي المؤمنين بالله وكأنها من المحسوسات، هذه العقيدة إذا تمكنت في النفوس والقلوب هي التي تقود الإنسان لقيامه بجميع الواجبات والأعمال الصالحة، وهي التي تصرف الإنسان عن السوء والفحشاء والفساد وجميع المنكرات، وهي التي تهدد الجاحدين وتردهم إلى الصواب، هذه العقيدة هي التي تثير في الأعماق ذلكم الحافز من الرغبة في الثواب والأجور والتعويضات على الأعمال الصالحة، وهي التي تزرع في الأعماق الخوف من العقاب على السيئات، وتضع الإنسان أمام وازع ذاتي يرقب جميع تصرفات الإنسان وأعماله، ويقوده إلى الطريق الصحيح، طريق الخير والعدل والاستقامة.