كل ذي نعمة محسود
  حتى لقد قيل: إنه كان يترك الصلاة على النبي ÷ في خطبة الجمعة عمداً، فإذا قيل له: لم ذاك؟ يقول: لأن له أهيل سوء إن ذكرته تشرئب أعناقهم.
  فهيا معي إلى تاريخ الطبري وطبقات ابن سعد؛ يحكي الطبري وابن سعد مقالة نفيل بن عدي لحرب بن أمية يوم جاءه لمنافرة عبدالمطلب، يقول له: أتنافر رجلاً هو أطول منك قامة وأعظم هامة، وأوسم منك وسامة، وأقل لآمة، أكثر منك ولداً، وأجزل منك عطاء، وأطول منك لساناً؟!
  ويضيف قائلاً:
  أبوك معاهر وأبوه عف ... وذاد الفيل عن بلدٍ حرام
  ذلك لأن نفيل بن عدي يعرف أن في الحَكَم فضيحة منتظرة لحرب وأبيه لا يستطيع حرب نفسه أن ينساها أو يتغافل عنها.
  ويضيف قائلاً: وليس غريباً أن يكون أمية عاهراً معروفاً، بعد أن رضي لنفسه الدياثة.
  أما ابن أبي الحديد فيروي قصة أمية مع بني زهرة مفادها: أن أمية تعرض لامرأة من بني زهرة بريبة، ولما بلغ أحد قرابتها لحق أمية وضربه بالسيف، فبلغ الأمويين فهموا بإجلاء بني زهرة عن مكة، ولكن قيساً بن عدي كبح نهضتهم وخضد شوكتهم بصرخة دوت ثم صارت مثلاً، وهي قولهم: «أصبح ليل» حتى دحر الأمويين وردهم على أعقابهم مدحورين، وكان يقول:
  مهلاً أمي فإن البغي مهلكة ... لا يكسبنك يوماً شره ذكر
  ويقول في النهج: كان أمية –بالإضافة إلى العهر - لصاً يغير على الحجاج فيختلس ما يتاح إليه اختلاسه، قال: وكانوا يسمونه حارساً وهو من باب تسمية الشيء بضده.
  ويقول في موضع آخر: ألم نره يغلو في الفسق إلى حد الإباحية؟ ألم نره يجتري على خدور المحصنات؟
  ويقول - والحكاية لهشام بن الكلبي الذي عاصر أمية يقول -: كان أمية