[خطبة في ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي رضوان الله عليه]
  بيتي بالكوفة عرياناً، لا ينظر أحد إلى عورته متعمداً إلا أعماه الله يوم القيامة»(١).
  وبالإسناد إلى أبي ذر الغفاري قال: رأيت رسول الله ÷ وهو يبكي، فبكيت لبكائه، فقلت: فداك أبي وأمي، قد قطعت أنياط قلبي ببكائك، فقال: «لا قطع الله أنياط قلبك يا أبا ذر، إن ابني الحسين يولد له ابن يسمى علياً، أخبرني حبيبي جبريل: أنه يعرف في السماء بأنه سيد العابدين، وإنه يولد له ولد، ويقال له: زيد، وإن شيعة زيد فرسان الله في الأرض، وإن فرسان الله في السماء الملائكة، وإن الخلق يوم القيامة يحاسبون، وإن شيعة زيد في أرض بيضاء كالفضة أو كلون الفضة، يأكلون ويشربون ويتمتعون، ويقول بعضهم لبعض: امضوا إلى مولاكم أمير المؤمنين حتى تنظروا إليه كيف يسقي شيعته، قال: يركبون على نجائب من الياقوت والزبرجد مكللة بالجواهر، أزمتها اللؤلؤ الرطب، رحالها من السندس والاستبرق، قال: فبينما هم يركبون، إذ يقول بعضهم لبعض: والله إنا لنرى أقواماً ما كانوا معنا في المعركة، قال: فيسمع زيد بن علي @، فيقول: والله لقد شاركوكم هؤلاء فيما كنتم من الدنيا، كما شارك أقوام أتوا من بعد وقعة صفين، وإنهم لإخوانكم اليوم، وشركاؤكم اليوم»(٢).
  وروي عن رسول الله ÷ قال: «خير الأولين والآخرين المقتول في الله، المصلوب في أمتي، المظلوم من أهل بيتي، سمي هذا»، ثم ضم زيد بن حارثة إليه، ثم قال: «يا زيد لقد زادك اسمك عندي حبا، فأنت سمي الحبيب من أهل بيتي»(٣).
(١) رواه الفقيه العزي محمد بن يحيى مداعس في الكاشف الأمين ورواه الفقيه الشهيد في الحدائق الوردية بزيادة «ø».
(٢) رواه الفقيه العزي محمد بن يحيى مداعس في الكاشف الأمين ورواه الفقيه الشهيد في الحدائق الوردية وفيها بدل «يولد له ولد» «يولد له ابن» وبدل «شاركوكم» «شارككم» ومن غير «يوم».
(٣) رواه الإمام المرشد بالله في الأمالي الاثنينية عن حذيفة بن اليمان.