[في المولد النبوي الشريف]
  وأما شجاعته فيكفي قول أمير المؤمنين سيد الشجعان علي بن أبي طالب #: (كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ اتَّقَيْنَا(١) بِرَسُولِ اللَّهِ فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَّا أَقْرَبَ إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ)(٢).
  وخير ما يحدد شخصية رسول الله ÷ هذا الأثر الكبير الذي تركه، وهذا التحول الخطير في حياة العالم كله، يقول أحد المفكرين: أخذ محمد على نفسه أن يرفع المستوى الروحي والأخلاقي لشعب عاش في دياجير الهمجية، وقد نجح في هذا الغرض نجاحاً لم يصل إليه أي مصلح آخر في التاريخ، وقد وصل إلى ما يبتغيه، وأقام فوق دين اليهودية والمسيحية ودين بلاده القديم ديناً سهلاً واضحاً وصريحاً، قوامه البسالة والعزة، واستطاع في جيل واحد أن ينتصر في مائة معركة، وفي قرن واحد أن ينشئ دولة عظيمة، وأن يبقى إلى يومنا هذا وإلى يوم القيامة قوة في أنحاء العالم.
  ولا غرو أن لا يوازي محمداً في عظمته أحد من العالمين، فإنه سيد المرسلين وخاتم النبيين وأفضل خلق الله أجمعين.
  فعلينا أن نهتدي بهديه، وأن نسلك سبيله ومنهاجه، نسأل الله أن يوفقنا لذلك إنه سميع مجيب، وصلى الله وسلم على محمد وآله الطاهرين، آمين اللهم آمين.
  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ ٣٢ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ ٣٣}[محمد]، صدق الله العظيم.
(١) أي: جعلناه وقاية لنا من العدو. (مفتاح السعادة، ولسان العرب).
(٢) ذكر في نهج البلاغة