درر الفرائد في خطب المساجد،

عبد الله بن صلاح العجري (المتوفى: 1427 هـ)

[في آخر خطبة للنبي ÷ خطبها في المدينة]

صفحة 39 - الجزء 1

  عن شهادته وكتمها أطعمه الله لحمه على رؤوس الخلائق ويدخل النار وهو يلوك لسانه، ومن كانت له امرأتان فلم يعدل بينهما في القَسْم من نفسه وماله جاء يوم القيامة مغلولاً مائلاً شقه حتى يدخل النار، ومن نكح امرأة حراماً في دبرها أو رجلاً أو غلاماً حشره الله يوم القيامة أنتن من الجيفة يتأذى به الناس حتى يدخل جهنم ولا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً، وأحبط الله عمله، ويدعه في تابوت مشدوداً بمسامير من حديد، ويضرب عليه في التابوت بصفائح حتى يشتبك في تلك المسامير، فلو وضع عرق من عروقه على أربعمائة أمة لماتوا جميعاً، وهو من أشد الناس عذاباً. ومن زنى بامرأة يهودية أو نصرانية أو مجوسية أو مسلمة حرة أو أمة أو من كانت من الناس، فتح الله عليه في قبره ثلاثمائة باب من النار تخرج منها حيات وعقارب وشهب من نار فهو يحترق إلى يوم القيامة، ويتأذى الناس من نتن فرجه فيعرف به إلى يوم القيامة حتى يؤمر به إلى النار فيتأذى به أهل النار مع ما هم فيه من شدة العذاب؛ لأن الله حرم المحارم وما أحدٌ أغير من الله تعالى، ومن غيرته أنه حرم الفواحش وحد الحدود، ومن كان مؤذياً لجاره من غير حق حرمه الله ريح الجنة ومأواه النار.

  ألا وإن الله ø يسأل الرجل عن حق جاره، ومن ضيع حق جاره فليس منا، ومن أهان فقيراً من أجل فقره واستخف به فقد استخف بحق الله ولم يزل في مقت الله وسخطه حتى يرضيه، ومن عرضت له دنيا وآخرة فاختار الدنيا على الآخرة لقي الله وليست له حسنة يتقي بها النار، ومن أخذ الآخرة وترك الدنيا لقي الله ø يوم القيامة وهو راض عنه، ومن اكتسب مالاً حراماً لم يقبل الله منه صدقة ولا عتقاً ولا حجاً ولا اعتماراً وكتب الله ø بعدد أجر ذلك أوزاراً وما بقي منه بعد موته كان زاده إلى النار، ومن قدر عليها وتركها مخافة الله كان في محبة الله ورحمته ويؤمر به إلى الجنة، ومن اغتاب أخاه المسلم بطل صومه وانتقض وضوؤه، فإن مات وهو كذلك مات وهو مستحل لما حرم الله، ومن مشى في نميمة بين اثنين سلط الله عليه في قبره ناراً محرقة إلى يوم القيامة، وإذا