درر الفرائد في خطب المساجد،

عبد الله بن صلاح العجري (المتوفى: 1427 هـ)

[في آخر خطبة للنبي ÷ خطبها في المدينة]

صفحة 40 - الجزء 1

  خرج من قبره سلط الله عليه تنيناً أسود ينهش لحمه حتى يدخل النار، ومن كظم غيظه وعفا عن أخيه المسلم وحلم عنه أعطاه الله تعالى أجر شهيد.

  ومن غش مسلماً في بيع أو شراء فليس منا ويحشر مع اليهود يوم القيامة؛ لأنه من غش الناس فليس بمسلم، ومن شرب الخمر في الدنيا سقاه الله من سم الأفاعي ومن سم العقارب شربة يتساقط لحم وجهه في الإناء قبل أن يشربها، فإذا شربها تفسخ لحمه وبقي جلده كالجيفة يتأذى به أهل الجمع حتى يؤمر به إلى النار، وشاربها وعاصرها ومعتصرها في النار، وبائعها ومبتاعها وحاملها والمحمولة إليه، وآكل ثمنها سواء في عارها وإثمها.

  ألا ومن سقاها يهودياً أو نصرانياً أو صابئاً أو من كان من الناس فعليه كوزر من شربها، ألا ومن باعها أو اشتراها لغيره لم يقبل الله منه صلاة ولا صياماً ولا حجاً ولا اعتماراً حتى يتوب منها، وإن مات قبل أن يتوب كان حقاً على الله تعالى أن يسقيه بكل جرعة شرب منها في الدنيا شربة من صديد جهنم».

  ثم قال ÷: «ألا وإن الله حرم الخمر بعينها والمسكر من كل شراب، ألا وكل مسكر حرام».

  ثم قال ÷: «ومن أكل الربا ملأ الله بطنه من نار جهنم بقدر ما أكل، وإن اكتسب منه مالاً لا يقبل الله تعالى منه شيئاً من عمله ولم يزل في لعنة الله والملائكة ما كان عنده منه قيراط واحد، ومن شهد شهادة زور على رجل مسلم أو ذمي أو من كان من الناس علق بلسانه يوم القيامة وهو مع المنافقين في الدرك الأسفل من النار، ومن لم يحكم بما أنزل الله كان كمن شهد شهادة زور، ويقذف به في النار ويعذب بعذاب شاهد الزور، ومن مشى في عون أخيه ومنفعته فله ثواب المجاهدين في سبيل الله، ومن قاد ضريراً إلى المسجد أو إلى منزله أو لحاجة من حوائجه كتب الله له بكل قدم رفعها ووضعها عتق رقبة وصلت عليه الملائكة حتى يفارقه، ومن سعى لمريض في حاجته فقضاها خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، ومن أعظم الناس أجراً من سعى في حاجة أهله، ومن أقرض ملهوفاً فأحسن طلبته استأنف العمل -