[في التحذير من الدنيا]
  الخالية، واتعظوا بالذين كانوا بكل ريع يعبثون، ثم بالذين قالوا: من أشد منا قوة، {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ٦ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ ٧ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ ٨ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ ٩ وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ ١٠ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ ١١ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ ١٢ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ ١٣}[الفجر].
  ثم اعتبروا بالذين رأيتموهم من الآباء والإخوان، والأصدقاء والخلان، كيف وافتهم المنون، ولم يمنعها عنهم الأقربون والأبعدون، فحملوا إلى قبورهم وأنزلوا في لحودهم، استبدلوا بظهر الأرض بطناً وبالسعة ضيقاً وبالأهل غربة، وبالنور ظلمة جاءوها كما فارقوها حفاة عراة قد ظعنوا منها بأعمالهم إلى الحياة الدائمة وإلى خلود أبداً {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ١٠٤}[الأنبياء]، {فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ ٥٨}[القصص].
  جعلنا الله وإياكم من المتقين ومن أوليائه المؤمنين ومن أحبائه الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله وسلم على محمد وآله.
  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ١٨٥}[آل عمران].