[خطبة في التعريف بالحق]
  الأغبياء، من جعل إلهه هواه فهيهات أن يذعن للحق، ومن هنا قال الله تعالى: {فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}[ص: ٢٦]، وقال: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ}[القصص: ٥٠]، {فَأَمَّا مَنْ طَغَى ٣٧ وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ٣٨ فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى ٣٩ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ٤٠ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ٤١}[النازعات].
  فنتواصى أيها المؤمنون بالرجوع إلى الله والتمسك بكتاب الله وقرنائه الذين يهدون بالحق وبه يعدلون، وأن ننبذ الهوى جانباً ولا نتأثر بأهواء النفس وعواطفها ونزواتها {وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ}[الأنعام: ١١٩]، {بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ}[الروم: ٢٩].
  اللهم فصل وسلم على محمد وآله، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، واجعلنا ممن يعرف الحق ويتبعه، ومن الذين يحبون الحق ويحرسونه وينشرونه ويدعون إليه ويستمسكون بحبله ويعيشون على الحق ويموتون في سبيله، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، وثبتنا على الحق ما أحييتنا إله الحق آمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله وسلم على محمد وآله الطاهرين، آمين اللهم آمين.
  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﷽: {وَالْعَصْرِ ١ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ٢ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ٣} {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ٨٨ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا ٨٩}[الإسراء].