[خطبة في الإخلاص وترك الرياء]
[خطبة في الإخلاص وترك الرياء]
  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﷽
  الحمد لله رب العالمين، الحمد لله المنان بفوائد النعم، الذي خلق الخلائق وضمن أرزاقهم وقدر أقواتهم، الذي أوضح سبيل الراغبين إليه والطالبين ما لديه، الذي أرانا من ملكوت قدرته وعجائب ما نطقت به آثار حكمته ما يدلنا باضطرار قيام الحجة له على معرفته، فصار كل ما خلق حجة له ودليلاً عليه، نحمده بجميع المحامد.
  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن سيدنا ومولانا محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطاهرين.
  عباد الله، نتواصى بتقوى الله وطاعته، نتواصى بالصدق مع الله ومع أنفسنا ومع الناس فإن الله تعالى مع الصادقين، ومن كان الله معه فلن تمسه النار، ونتواصى بالإخلاص في الأقوال والأفعال، فربنا ø يقول: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}[البينة: ٥]، ويقول عز من قائل: {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ}[الزمر: ٣].
  واعلموا عباد الله بأن للصادق المخلص مكانة عظيمة عند الله، وهيبة وجلالاً عند الناس، وهي الحصن الحصين؛ لأنها تحصن المتحلي بها من تهم المفترين ونيل المجرمين، ثم اعلموا أنه لا سبيل إلى الوقاية من سوء العاقبة إلا اتباع الهدى والحق قولاً وعملاً وصدقاً وإخلاصاً، يقول أمير المؤمنين علي #: (أيها الناس احذروا يوماً تفحص فيه الأعمال، ويكبر فيه الزلزال وتشيب فيه الأطفال) إن هذا الكلام يدلنا دلالة واضحة بأنها سوف تنكشف الحقائق، وسوف يتميز الصادق من الكاذب والمخلص من المرائي، رضي الناس أم أبوا، وهذا اليوم الموعود لا شك في قدومه، ومن شك فيه أو تنكر له فإنه يعلم بفطرته أن الحق أحق أن يتبع، ويعلم أن المحبة خير من الحقد والعداوة، ويعلم بفطرته أيضاً أن الإخلاص والاستقامة أفضل من الانحراف والخيانة.