دعوته صلى الله عليه وآله:
  ولا برح داعياً، للأنام مرشداً لجميع أهل الإسلام حتى توفاه اللّه تعالى، لم يسفك دماً ولم يهتك حراماً، ولم يتول لنفسه من الحطام ولا بيت المال إلا حلالاً من سعي نفسه ورزقه وصرف الواجبات في أهلها لم يقبض شيئاً منها، وسيرته وبركاته مدونة عند علماء وقته في الدفاتر وسؤالاتهم وجواباته.
  وله التصانيف والجوابات والأسئلة المشكاة النورانية والسؤالات الضحيانية ورسائل غيرها، وبركات علمه واشتهار سيرته أظهر من نار على علم، ولما واذنه الإمام المنصور باللّه بالولاية ووصل إليه أهل الشورى لذلك من العلماء وأهل الرأي أذن له، واتحد وإياه، وكان شيخه في العلم، وهو من الأسرى معه في حبس الأتراك، وسيرته محمودة مرضية، ولازال في نشر العلم والتعليم حتى توفاه اللّه في تاريخ ١٠ رجب سنة (١٣١٩ هـ).
  وله ذرية من الذكور كثيرون أكثرهم ماتوا قبله صغاراً، وأما المشهورون منهم، فأولهم: سيدي ووالدي العلامة القاسم بن المهدي |، ولادته سنة (١٢٨٤ هـ) عاش في طلب العلم الشريف على يد والده وبلغ رتبة العلماء مع صغر سنه، وكان من الأجواد الملازمين العبادة والعزلة عن الناس في بيته، وكان لا يفارق والده في سفر ولا حضر ولا قراءة ولا غيرها، له سجية الأخيار الأبرار، مائلاً عن الدنيا وشغلتها حتى توفاه اللّه إلى رحمته ودار كرامته بعد والده في تاريخ ١٠ شهر رجب سنة (١٣١٩ هـ)، وقبره بجواره وجنبه في المشهد المبارك مزور مشهور.
  ومحمد بن المهدي لدين اللّه ¥ حدوثه في شهر جمادى الآخرة سنة (١٢٨٢ هـ)، وكان نشأته المباركة من صغره، ومن العلماء الأخيار أهل المجد والاجتهاد، وله اليد الطولى في العلم على يد والده للقراءة والدرس والتدريس، وله كرامات عديدة، وكان مشهوراً مذكوراً كريماً لا يبقي في يده شيئاً إلا أنفقه، ملازماً للجهاد وطلب العلم والاجتهاد حتى توفي في سنة (١٣٢٣ هـ) في حال محاصرتهم للأتراك بصنعاء في بيت معياد، ولديه من العلماء الأعلام من الشام واليمن بمجلسه