دعوته صلى الله عليه وآله:
  والوالد حسن بن المهدي | حدوثه ٢٣ جمادى الأولى سنة (١٣٠٠ هـ)، وكان سيداً نجيباً كريماً، له الأخلاق الحسنة والشهرة بالسيادة والكرم، وله ولاية من الإمام المتوكل على الواجبات ببرط، وهو زهيد العلم لموت والده في صباه، وقرأ من علم العربية والفقه بعد ذلك كفايته.
  وكذا الوالد العلامة أحمد بن المهدي، كان له همة ورغبة في القراءة أيام الهجرة في جميع العلوم، وقد نال منها حظاً وافراً وخصوصاً في الفروع والعربية وعلم الحديث، وله ولوع إلى المذاكرة وحده خارقة حتى عاقه الزمان بتحمل أعباء أخيه الحسن بوفاته، وله إدراك في المطالعة وتناول إجازات من مشائخه |، حدوثه لم أظفر به ولعله سنة (١٣١٤ هـ)، وكان معترفاً قرأنا وإياه في هجرة رحبان صعدة مدة خمس سنوات ثم اشتغل بعد موت أخيه الحسن، وفي آخر مدته تولى عمالة برط، وله إيمان وملازمة على الصلوات والأدعية وتوفي عاملاً ببرط ١١ شهر شعبان سنة (١٣٦٣ هـ)، وكان يحب العلوم وجمعها إلا أنه اشتغل عنها وله أولاد وله علم ومعرفة.
  ثم الحسين بن المهدي |، ولادته في سنة (١٣١٨ هـ)، وكان سيداً كريم الأخلاق، معترفاً باللازم، وهاجر لطلب العلم مدة خمس سنين حتى اشتغل بعد ذلك بعائلة أخيه وأرحامه، تولى مع أهل الولاية لقبض أموال بيت المال وهو مشكور لطيف الحال، وتوفي سنة (١٣٦٢ هـ)، وله ذرية: حسن وعبداللّه ويحيى، وأما عبد اللّه بن يوسف بن المهدي فعاش محمود الفعال وله معرفة راسخة وإيمان توفي سنة (١٣٤٠ هـ).
  ثم الوالد العلامة الجمالي علي بن المهدي |، ولادته سنة (١٣٢٠ هـ) بعد وفاة والده، وأمه حامل به، نشأته مباركة، وله اليد الطولى في العلم وملازمة التدريس والتعليم آخر عمره، وله مهابة ووجاهة، وكان شيخ مدرسة حوث، وبعد وفاة أخيه أحمد بن المهدي اشتغل بعائلته وأوصى إليه، ولازم برط مدة سنة، ثم وقع له مصيبة فما أصبح إلا مقتولاً، وذلك في ١٩ رمضان