[الفصل الأول: في توحيد الله تعالى]
  المسألة الثالثة: أن اللّه تعالى عالم.
  والدليل على ذلك: انه قد صح منه الفعل المحكم، وهو لا يصح إلا من عالم ضرورة، وذلك ظاهر في ملكوت السموات والأرض وما بينهما، فإن فيهما من الترتيب والنظام ما يزيد على كل صناعة محكمة في الشاهد، وقد قال تعالى: {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ١١}[التغابن].
  المسألة الرابعة: أن اللّه تعالى حي.
  والدليل على ذلك: أن الجماد لا قدرة له ولا علم ولا حياة ضرورة(١) وقد ثبتَ أن اللّه تعالى قادر عالم فوجب أن يكون حياً، وقد قال تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ٢}[آل عمران].
  المسألة الخامسة: أن اللّه سميع بصير.
  والسميع والبصير في حقه تعالى بمعنى عالم بالمسموع والمبصر لاستحالة آلة السمع في حقه تعالى لِما يأتي من أنه ليس كمثله شيء، قال تعالى: {وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ١١}[الشورى: ١١].
  المسألة السادسة: أن اللّه تعالى قديم لا أول لوجوده.
  والدليل على ذلك: ما ثبت من أنه تعالى الصانع الحكيم، والصانع الحكيم لابد من أن يكون قديماً وأَوَّلاً للمصنوع ضرورة، وقد قال تعالى: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ٣}[الحديد].
(١) هكذا في كتب الأصحاب، والأولى أن يقال: والجماد غير قادر، ولا عالم، ولا حيّ، لأنه قد يقال باعتبار هذه العبارة، والباري تعالى لا قدرة له ولا علم ولا حياة عند العدلية، كما يأتي بأنه تعالى قادر بلا قدرة، عالم بلا علم، وحي بلا حياة، وإن كان هذا هو مقصودهم، لأن غير اللّه تعالى لا يكون قادراً إلا بقدرة، ولا عالماً إلا بعلم، ولا حياً إلا بحياة، وما ذكرناه هو الأولى لإيهام هذا الكلام أنه لا يكون حياً إلا من له قدرة وعلم وهو صحيح في غير اللّه. فتأمل، واللّه ولي التوفيق. تمت من مولانا الإمام الحجّة/ مجدالدين بن محمد المؤيدي #.